أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

الهيئة العامة لـ"الاتصالات" تقر الشراكة الإستراتيجية مع "زين"

2009-06-11

كتب غازي بني عودة وجعفر صدقة:
صادقت الهيئة العامة غير العادية لشركة الاتصالات الفلسطينية، أمس، على الشراكة الإستراتيجية مع مجموعة "زين" الكويتية، وذلك باندماج "الاتصالات" مع شركة "زين الأردن" في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 5ر3 مليار دولار.
وبموجب قرار الهيئة العامة سيرتفع رأسمال "الاتصالات" إلى حوالي 338 مليون دينار، وذلك بإصدار 207 ملايين سهم جديد ستخصص لـمجموعة "زين" الكويت ومستثمر سعودي، مقابل امتلاك الاتصالات شركة "بيلا" التي تملك "زين الأردن" بنسبة 100%.وبموجب الصفقة، سينشأ كيان جديد تملك "زين" الكويتية 5ر56% منه بواقع حوالي 179 مليون سهم، مقابل 5ر41% لـمساهمي "الاتصالات الفلسطينية" بواقع حوالي 131 مليون سهم، و2% للـمستثمر السعودي سليمان عبد الـمحسن بواقع حوالي 5ر6 مليون سهم.وفوضت الهيئة العامة مجلس إدارة الاتصالات إعداد نشرة الإصدار واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لأخذ الـموافقات الرسمية من السلطات الأردنية والفلسطينية وإتمام هذه الصفقة، التي تعد الأضخم في منطقة الشرق الأوسط.وكانت الهيئة العامة عقدت، أمس، اجتماعاً غير عادي في كل من نابلس وغزة بحضور رئيس مجلس الإدارة صبيح الـمصري، وأعضاء مجلس الإدارة، ورئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو"، الـمساهم الرئيس في"الاتصالات"، منيب الـمصري، وأعضاء في مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، ونائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لـمجموعة زين د. سعد البراك، ومراقب الشركات نظام أيوب، الذي أعلن في بداية الاجتماع قانونية الجلسة، بمشاركة مساهمين يحملون 1ر63% من أسهم الشركة، إضافة إلى ممثلين عن هيئة سوق رأس الـمال، وسوق فلسطين للأوراق الـمالية.وعرض القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لـ"الاتصالات" كمال أبو خديجة تفاصيل الاتفاق، قبل أن يطلب رئيس مجلس الإدارة من الهيئة العامة الـمصادقة على الصفقة، وهو ما تم بالإجماع.وقال أبو خديجة: إن الصفقة استندت إلى تقييمات من شركات استشارية دولية، حيث تم تقييم شركة "بيلا" مالكة "زين الأردن" بنحو 377ر1 مليار دينار، بينما تم تقييم "بالتل" بنحو 974 مليون دينار

الـمصري: صفقة تخترق البعد الإقليمي:
وقال صبيح الـمصري: إن مساهم الاتصالات أصبح بعد الصفقة يتمتع بامتلاك أسهم في شركة إقليمية، بعد ما كان يمتلك فقط أسهماً في شركة وطنية محلية، حيث إن عمليات الشركة الجديدة تشمل عمليات الاتصال الخليوي في الأردن؛ ما يعطي مساهم الاتصالات الحالي فرصة أكبر لتنويع الـمخاطر وتوزيع الأسهم على عمليات متعددة في سوقين مرتبطتين ببعضهما البعض اجتماعياً وجغرافياً؛ ما سيؤثر إيجابياً على فرص النمو والتوسع. وقال الـمصري: إن الصفقة تحقق العديد من الفوائد، أهمها أن الاتصالات أصبحت الآن جزءاً من شركة وشبكة "زين" العالـمية؛ ما سيتيح الـمجال لعمليات الشركة للتمتع بميزات شركة "زين" وخدماتها الإضافية ضمن خدمة الشبكة الواحدة، إضافة إلى التمتع بمزايا اقتصادية، إقليمية، فنية وتكنولوجية عالية الـمستوى.وطمأن الـمصري حاملي أسهم الاتصالات إلى أن الشركة الـمندمجة سيستمر التدوال بأسهمها في سوق فلسطين للأوراق الـمالية؛ ما يعني نقلة نوعية لهذه السوق، وقد ينظر لاحقاً لإدراج الأسهم في سوق عمان للأوراق الـمالية، بحسب الـمعطيات والرغبة باغتنام فرص الإدراج في أسواق موازية لسوق فلسطين.وشدد على أن أي إجراء سيكون دوماً محفزاً لـمصلحة الـمساهم وتأكيداً لـمناعة وسلامة السهم للشركة الـمندمجة.

الجابر: الصفقة تستند إلى رؤية مسبقة:
من جهته، قال الجابر: إن الصفقة استندت إلى رؤية مسبقة، مشيراً إلى مفاوضات كانت أجرتها الاتصالات الفلسطينية مع شركة "زين" قبل خمس سنوات، لكنها لـم تكلل بالنجاح في حينها، وعادت مجدداً لفتح حوار وفق رؤية جديدة انتهت بإقرار الاندماج بينهما مؤخراً.وأوضح: أن صفقة الاندماج مع "زين" انطلقت من ركيزتين أساسيتين تتعلق الأولى باتجاه قطاع الاتصالات بشكل عام وتراجع فرص العمل في بقعة جغرافية واحدة وصغيرة كفلسطين، التي يواجه العمل فيها جملة واسعة من الـمعيقات والـمشاكل.وقال: "لقد وصلنا إلى وضع أصبح فيه حجم الـمعيقات كبيراً جداً، لذا لجأنا إلى هذه الصفقة التي ستتيح لنا التغلب على كل هذه الـمعيقات التي يصعب بل يكاد يستحيل حلها والتغلب عليها دون شريك مثل زين".

فوز لـ"زين" و"بال تل":
وأوضح: أن شركة "زين" كانت الخيار الأمثل لـمفاوضتها وإتمام الصفقة معها، مشيراً إلى أن ما تحقق يمثل فوزاً مشتركاً لكلا الطرفين ("زين" و"بال تل")؛ الأمر الذي شكل دافعاً لـمزيد من الـمرونة من قبل شركة زين.
ونوه بأن اجتماعات متكررة كان عقدها رئيس مجلس إدارة الاتصالات مع كل من الرئيس محمود عباس، ورئيس مجلس الوزراء د. سلام فياض، ووزيري الاتصالات السابق كمال حسونة والحالي د. مشهور أبو دقة، لإطلاعهم على ما يجري ضمن هذه الصفقة أولاً بأول، قبل أن يصار للإفصاح عنها، وهو أمر غير ممكن أثناء التفاوض.
وقال: "الآن نحن جاهزون لطرح كل تفاصيل الصفقة التي لها أبعاد إستراتيجية مهمة على عمل "الاتصالات" في فلسطين، وفي مجال معالجة الـمشاكل والـمعيقات القائمة".

توزيع أرباح العام 2008:
وأضاف: "الآن أصبحت قاعدة مشتركينا بلا حدود ولن تكون فقط فلسطين".ونوه بأنه سيتم توزيع ما تبقى من أرباح العام 2008 البالغة 37 مليون دولار على الـمساهمين بعد إنجاز التفاهم مع السلطة الفلسطينية، لافتاً إلى أن هناك وعداً من رئيس الوزراء بذلك، أما بالنسبة للأرباح الـمدورة فإنها ستبقى في الشركة.وتوقع أن يحقق الكيان الجديد أرباحاً صافية حتى نهاية العام الجاري قدرها 300 مليون دولار، وقال: "نتوقع أن تحقق الإدارة التنفيذية للشركتين ("بال تل" و"زين") أرباحاً صافية بنحو 300 مليون دولار في العام 2009، وإجمالي إيرادات يصل إلى مليار دولار".ونوه بهدف آخر يقف أمام الشركة الآن وهو تحقيق الاندماج والانصهار بالشكل الأمثل؛ ما سيعزز مدخولات الكيان الجديد خلال العام الـمقبل 2010.

تكاليف إتمام صفقة الاندماج:
وأشار الجابر في معرض رده على أسئلة بعض الـمساهمين إلى أن تكاليف إتمام صفقة الاندماج بلغت مليون دولار نصفها عبارة عن رسوم والنصف الآخر أتعاب لـمستشارين قانونيين، موضحاً أن هذا الـمبلغ معقول وهو مرتبط بإنجاز الصفقة بشكل كامل.ولفت إلى مخاوف متصلة بالـموافقات الرسمية من الحكومة الأردنية كإجراء أخير ضمن خطوات إتمام الصفقة. وقال: "نحن مطمئنون تماماً للـموافقة من الحكومة الفلسطينية وكذلك من السلطات الأردنية"، مشيراً إلى تسلسل قانوني لا يمكن القفز عليه، ولا بد من اتباعه في العمل.وأشار الـمحامي هيثم الزعبي إلى رفع رأسمال الشركة من 207 ملايين دينار ليصبح 338 مليون دينار، موضحاً أنه تم تخصيص 179 مليون دينار لشركة "زين" و43ر6 مليون دينار لسليمان عبد الـمحسن.واستعرض جملة من التعديلات على عدد من مواد النظام الداخلي للشركة، الأمر الذي حظي بمصادقة الهيئة العامة.

البراك: نسعى لـمشاركتكم هذا العطاء الذي سيكتبه التاريخ :
وأعرب البراك عن سعادته لزيارة فلسطين وإتمام هذه الصفقة، وقال في كلـمة استقبلها الحضور بتصفيق حار: "إنني أشعر أنني في قلب الكويت لأن القدس ونابلس والخليل وكل بقاع هذه الأرض الـمباركة في قلب الكويت".وقال: "كي لا تكون فلسطين منسية أو معزولة فإننا نريد أن نشارككم هذا العطاء الذي سيكتبه التاريخ".وأضاف: "لقد طالبنا بالـمشاركة في هذه الشركة (الاتصالات الفلسطينية) التي واجهت تحديات كبيرة ونجحت في التغلب عليها وحققت إنجازات كبيرة لأننا نريد من خلال هذه الشراكة ألا تحاصر هذه الشركة وهذا الكيان الفتي وألا تفرض حولها جدران عالية".ومضى البراك قائلاً: "نريد أن نصله بالعالـم العربي والعالـم الإسلامي ونريد أن نضع "بال تل" في قلب الخريطة الاقتصادية للعالـم العربي وسنسخّر قدراتنا وخبراتنا في 24 بلداً وخدماتنا الـممتدة على مساحة تزيد على 16 مليون كيلومتر مربع لذلك".
وطمأن مساهمي الاتصالات الفلسطينية أن هذه الصفقة ستتيح إمكانات أكبر وبالتالي أرباحاً أكبر