أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

منيب المصري: نتائج باديكو ايجابية جداً رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية

2009-08-16

حليلة: إعادة الهيكلة والاستثمار في قطاعات البنية التحتية تسير وفقاً للخطط.
رام الله ــ "الأيام": أعلنت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو" أن صافي أرباحها للنصف الاول من العام الحالي بلغ 4ر20 مليون دولار، وهي تقارب ما حققته الشركة من أرباح في العام 2008 كاملا.واعتبر رئيس مجلس الإدارة منيب رشيد المصري، في بيان صحافي، هذه النتائج الايجابية بأنها "ممتازة نسجم مع توقعات مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية للشركة، وتتطابق مع الموازنة التقديرية التي اقرها المجلس للعام 2009، رغم استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية، والتي تركت آثارا واضحة على مجمل لأنشطة الاقتصادية وأسواق المال في مختلف دول العالم، ومن بينها فلسطين"، علما أن أرباح الشركة في العام 2008 كاملة بلغت 5ر22 مليون دولار.وأشار المصري إلى أن النصف الثاني من العام 2008 شهد تراجعاً واضحاً في أداء المجموعة بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية، التي أخذت بالتفاقم في الربع الثالث من العام واشتدت في الربع الأخير منه، وما زالت مستمرة آثارها وتداعياتها حتى هذه اللحظة.

إعادة الهيكلة بدأت تؤتي ثمارها:
من جهته، صرح الرئيس التنفيذي للشركة سمير حليلة بأن هذه النتائج تشكل ثمرة واضحة للسياسة التي تبنتها "باديكو" في الحد من آثار الأزمة العالمية، حيث قامت بإعادة توجيه الاستثمارات خلال الاثني عشر شهراً الماضية والتركيز على النشاط التشغيلي والاستثمارات المباشرة، وتقليص حجم المحفظة المالية من حوالي 5ر13% من إجمالي موجودات الشركة في النصف الاول من العام الماضي، إلى حوالي 3ر3% فقط حاليا.وقال حليلة: هذا العام نشهد بداية قطف ثمار التوجهات الاستثمارية الجديدة، ونتوقع أن يستمر التحسن في نتائج أعمال الشركة بقية هذا العام والأعوام القادمة، ما يؤكد أن باديكو تسير بخطى ثابتة ومتزنة ومدروسة نحو تنفيذ خطتها الاستثمارية، ضمن توجهاتها الإستراتيجية التي رسمها مجلس الإدارة.

أكبر عملية اندماج في قطاعي العقار والسياحة:
وأوضح انه في سياق الإستراتيجية الجديدة والتركيز على عملية إعادة هيكلة الاستثمارات وإعادة توجيهها بما يساهم في تعزيز الأرباح، فقد قامت "باديكو" باقتناء حصة ملموسة في شركة فلسطين للاستثمار العقاري، وتعمل حالياً على إعادة هيكلة استثماراتها في هذا القطاع الذي يعتبر من أهم القطاعات الحيوية والواعدة، حيث ستنفذ خلال الأشهر القليلة المقبلة عملية اندماج كبيرة، تشمل استثمارات باديكو وشركاتها العاملة في قطاعي العقار والسياحة.وأضاف: قطعت باديكو شوطاً كبيراً في دراسة هذه الخطوة من النواحي المالية والقانونية، واستكملت الجزء الأكبر من التحضيرات المطلوبة، ويجري التنسيق حالياً مع كافة الأطراف والمؤسسات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة الاقتصاد الوطني ومراقب الشركات لتنفيذها.وبحسب الجدول الزمني لخطة الاندماج، سيتم الانتهاء من هذه العملية وانجازها بشكل نهائي في الربع الأول من العام القادم، ويتوقع أن تترك اثارا ايجابية كبيرة على مجمل نشاط باديكو والسوق المالية والاقتصاد الفلسطيني عموما.



المشاريع الجديدة تسير وفقا للخطط:
من جهة أخرى، قال حليلة إن خطط الشركة للاستثمار في قطاعات جديدة تسير حسب السياسة التي أقرها مجلس الإدارة وذلك بموازاة خطة إعادة هيكلة الاستثمارات القائمة. وأضاف: الجهود ما زالت تبذل بشكل حثيث وبوتيرة متسارعة للدخول في مشاريع جديدة، بالتركيز على القطاعات الحيوية والواعدة التي يحتاجها الاقتصاد الفلسطيني، حيث يجري الحديث مع العديد من الجهات الاستثمارية المحلية والخارجية، وسيتم الإعلان في غضون الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة عن تأسيس شركات جديدة لتنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية والتنموية في مجالات الطاقة والمياه والنفايات الصلبة.

النتائج المالية:
وتشمل البيانات المالية للنصف الاول من العام الحالي، والمراجعة من قبل المدقق الخارجي للشركة (ارنست ويونغ)، حصة الشركة من الشركات التابعة عن الفترة المذكورة، كما تشمل حصتها من صافي أرباح الشركات الحليفة، بما فيها موجودات ومطلوبات ونتائج أعمال شركة فلسطين للاستثمار العقاري "بريكو"، التي تم توحيد بياناتها المالية مع البيانات المالية لـ "باديكو" ابتداء من مطلع العام الحالي.
جدير بالذكر أن "باديكو اشترت حصة إضافية في "بريكو" بمقدار 16 مليون سهم من بيت الاستثمار العالمي (جلوبل)، لترتفع نسبة مساهمة "باديكو" في الشركة من 75ر37% إلى 87ر70%، وبذلك أصبحت "بريكو" إحدى الشركات التابعة لـ "باديكو"، وعليه فان أرقام المقارنة في الفترة المقابلة من العام السابق 2008 لا تتضمن أرقام "بريكو".وقال حليلة: عند مقارنة نتائج النصف الأول من العام 2009 مع الفترة المقابلة من العام 2008، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن بيانات النصف الأول من العام 2009 تتضمن أيضا البيانات المالية لشركة فلسطين لتطوير المناطق الصناعية "بيدكو" القابضة التي تم توحيد بياناتها ابتداء من مطلع تموز من العام 2008، علما أن بيانات أرقام المقارنة للنصف الأول من العام 2008 لا تتضمن بيانات "بيدكو".

قائمة الدخل:
وتظهر قائمة الدخل الموحدة أن صافي الربح العائد لمساهمي "باديكو" في النصف الاول من العام الحالي بلغ 4ر20 مليون دولار، مقارنة مع 4ر22 في نفس الفترة من العام 2008، أي بنسبة انخفاض قدرها 9ر8% علما أن أرباح العام 2008 كاملا بلغت 5ر22 مليون دولار، وذلك بسبب تراجع أرباح محفظة الموجودات المالية في النصف الثاني من العام 2008، وتأثير الأزمة المالية العالمية على الشركة التي تفاقمت في الربع الرابع من العام واستمرت في النصف الأول من العام 2009.

توقف خسائر المحفظة المالية:
وبلغ مجموع إيرادات الشركة في النصف الاول من العام الحالي حوالي 3ر40 مليون دولار مقارنة مع 1ر41 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، بانخفاض طفيف بنسبة 1ر2%، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى التراجع في أرباح محفظة الموجودات المالية في النصف الأول من العام 2009، بالمقارنة مع أرباح هذه المحفظة في النصف الأول من العام 2008 الذي كان شهد صعوداً في أداء الأسواق المالية.فقد انخفضت أرباح محفظة الموجودات المالية من حوالي 7ر5 مليون دولار في النصف الأول من العام 2008 إلى 6ر0 مليون دولار في النصف الأول من العام 2009، بتراجع بنسبة 8ر88%، وذلك بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية وانخفاض حجم المحافظ الاستثمارية المتداولة بشكل رئيسي خلال فترتي المقارنة، والذي تم بشكل تدريجي في النصف الثاني من عام 2008 والنصف الأول من عام 2009، ليبلغ حجم المحافظ الاستثمارية كما في نهاية النصف الاول من العام حوالي 20 مليون دولار تشكل 3ر3% من مجموع الموجودات، منخفضة من 5ر13% في نهاية النصف الأول من العام 2008، وذلك تنفيذا لتوجه الشركة نحو تعزيز أنشطتها التشغيلية من جهة وخفض الاستثمار في المحافظ المالية من جهة أخرى.

الإيرادات التشغيلية:
وبلغت الإيرادات التشغيلية للشركات التابعة لباديكو 3ر13 مليون دولار في النصف الاول من العام الحالي مقارنة مع 4ر14 مليون دولار في نفس الفترة من العام السابق، بانخفاض نسبته 8%، ويعود هذا التراجع بشكل أساسي إلى انخفاض مبيعات شركة دواجن فلسطين في النصف الأول من العام 2009 مقارنة مع نفس الفترة من العام 2008، بسبب تراجع أسعار الحبوب عالميا، علما أن هذا التراجع في مبيعات "الدواجن" لم يؤثر على هامش الربحية لديها في النصف الأول من العام 2009، وإنما ارتفعت أرباحها الصافية من 8ر0 مليون دولار في النصف الأول من العام 2008 إلى حوالي 3ر1 مليون دولار في النصف الأول من العام 2009، بزيادة 61%.كذلك تراجعت إيرادات سوق فلسطين للأوراق المالية خلال النصف الأول من العام 2009، نظراً لتراجع أحجام التداول خلال النصف الأول من العام 2009 بالمقارنة مع الفترات السابقة، ما شكل انعكاساً واضحاً لتداعيات الأزمة المالية العالمية وتراجع أداء الأسواق المالية على المستوى الإقليمي والعالمي.بالمقابل، فقد ساهم توحيد بيانات شركة "بريكو" في تعويض جزء من الانخفاض في الإيرادات التشغيلية، الذي نتج عن انخفاض مبيعات الدواجن وإيرادات السوق المالية.

استقرار الدخل من الشركات الحليفة:
وبلغت حصة "باديكو" من صافي أرباح الشركات الحليفة حوالي 3ر18 مليون دولار في النصف الأول من العام 2009، مقارنة مع 9ر18 مليون دولار في النصف الثاني من العام 2008، بانخفاض قدره 6ر0 مليون دولار وبنسبة 3%، ونتج هذا الانخفاض بشكل أساسي عن إعادة تصنيف بعض الاستثمارات من استثمارات في شركات حليفة إلى استثمارات في شركات تابعة كشركة بريكو.وفي هذا السياق، قال حليلة ان "باديكو" استمرت باتباع نفس السياسة المحاسبية في معالجة الاستثمار في شركة الاتصالات الفلسطينية بعد اندماجها مع شركة "زين"، بالرغم من انخفاض نسبة مساهمة باديكو فيها إلى حوالي 13% بعد إتمام عملية الاندماج، إذ تم الإبقاء على الاستثمار مصنفاً من ضمن الاستثمارات في الشركات الحليفة، وذلك انسجاما مع المعايير المحاسبية الدولية ذات العلاقة.


استقرار المصاريف:
من جهة أخرى، فقد بلغت المصاريف التشغيلية لباديكو حوالي 6ر8 مليون دولار في النصف الأول من العام 2009 مقارنة مع 9ر7 مليون دولار في النصف الأول من العام 2008، بزيادة قدرها 7ر0 مليون دولار أو بنسبة 8%. ويمثل هذا البند مصاريف التشغيل لدى الشركات التابعة المرتبطة بتكلفة البضاعة المباعة وتكلفة الخدمات التي قدمتها هذه الشركات للغير، وقد ساهم توحيد بيانات شركة "بريكو" في النصف الاول من العام 2009 بزيادة هذه المصاريف بحوالي مليوني دولار.بالمقابل، فقد انخفضت المصاريف التشغيلية لشركة دواجن فلسطين بنسبة 18% في النصف الأول من العام 2009، وجاء هذا الانخفاض بسبب تراجع تكلفة البضاعة الناتجة عن انخفاض أسعار الحبوب عالميا، وواكب ذلك انخفاض في مبيعات الأعلاف تحديدا من حيث القيمة، أما من حيث كمية البيع فقد شهدت استقرارا في النصف الأول من 2009.وارتفعت المصاريف الإدارية والعمومية من حوالي 4 ملايين دولار في النصف الأول من العام 2008 إلى حوالي 6 مليون دولار في النصف الأول من العام 2009، بزيادة 47%، ويعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى توحيد شركتي "بريكو" و"بيدكو القابضة"، إذ ساهمت عملية توحيد بيانات هاتين الشركتين في ارتفاع المصاريف الإدارية والعمومية بمقدار 6ر1 مليون دولار، وإذا تم استبعاد هذا المبلغ تنخفض المصاريف الإدارية والعمومية إلى 4ر4 مليون دولار.

ارتفاع الموجودات إلى 600 مليون دولار :
ارتفعت موجودات الشركة من 536 مليون دولار في نهاية العام 2008 إلى 599 مليون دولار في نهاية النصف الأول من العام 2009، بنسبة نمو بلغت 12%، وقد نتج هذا الارتفاع بشكل رئيسي من توحيد البيانات المالية "بريكو" في النصف الأول من العام 2009، ما انعكس على زيادة الاستثمارات العقارية والعقارات والآلات والمعدات والمشاريع تحت التنفيذ والأصول غير الملموسة، إذ زادت هذه البنود بمقدار 7ر98 مليون دولار.بالمقابل، انخفض حجم الاستثمار في الشركات الحليفة من 331 مليون دولار إلى 290 مليون دولار، أي بمقدار 41 مليون دولار، وذلك بسبب إعادة تصنيف الاستثمار في شركة "بريكو" من استثمار في شركة حليفة إلى استثمار في شركة تابعة.

المطلوبات:
كما ارتفع مجموع المطلوبات من 151 مليون دولار في نهاية العام 2008 إلى 88ر182 مليون دولار في نهاية النصف الأول من العام 2009، أي بمقدار 8ر31 مليون دولار او بنسبة 21%، ويعود هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى توزيعات الأرباح المستحقة لمساهمي "باديكو" بمبلغ 7ر14 مليون دولار، وزيادة الذمم الدائنة بمبلغ 4ر4 مليون دولار، وزيادة القروض والتسهيلات بمبلغ 8 ملايين دولار، إذ ارتفع حجم الاقتراض الخارجي من حوالي 130 مليون دولار في نهاية العام 2008 إلى 138 مليون دولار في نهاية النصف الأول من العام.وتشمل هذه القروض مديونية المجموعة وشركاتها التابعة قصيرة وطويلة الأجل، وبالرغم من هذا الارتفاع فقد بقيت نسبة المديونية الى حقوق الملكية تتراوح بين 33% و34%.
جدير بالذكر، أن باديكو أعادت هيكلة مديونيتها في النصف الأول من العام 2009، بما يشمل جدولة وترتيب لبعض القروض التي تستحق في الأجلين القصير والمتوسط، وتم ذلك بالاتفاق مع البنوك الدائنة، وستنعكس نتائج عملية إعادة الجدولة على المركز المالي لباديكو في النصف الثاني من العام الحالي.

نمو في حقوق المساهمين:
كما ارتفع صافي حقوق المساهمين من 347 إلى 350 مليون دولار، وذلك بفضل أرباح النصف الأول من العام 2009، وبعد تنزيل الأرباح التي تم إقرار توزيعها على المساهمين في اجتماع الهيئة العامة لباديكو في 29 ايار الماضي والبالغة 15 مليون دولار، بنسبة 6% من رأس المال المكتتب به، كما ارتفعت حقوق الأقلية (حقوق المساهمين الآخرين في الشركات التابعة) بمقدار 28 مليون دولار في النصف الأول من العام 2009، ويعود ذلك بشكل رئيسي لتوحيد بيانات شركة بريكو.