أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

أبولبدة: تشكيل لجنة لاستخلاص العبر من فشل صفقة زين-الاتصالات

2009-11-25

كتب سائد أبو فرحة:
أكد د. حسن أبو لبدة، وزير الاقتصاد الوطني، أمس، ثقته بقدرة شركة الاتصالات الخليوية "جوال" على تحقيق المزيد من النجاحات، رغم عدم التمكن من إبرام صفقة اندماج "زين" و"الاتصالات"، مشيراً  بالمقابل، إلى أنه تم تشكيل لجنة لاستخلاص العبر برئاسته وعضوية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة سوق رأس المال، وتحديد الآليات اللازمة لإنجاح أية محاولة مماثلة في المستقبل.
وقال أبو لبدة خلال زيارة قام بها لمقر شركة "جوال" بالبيرة: قمنا بزيارة الشركة في أعقاب فشل صفقة "زين ـ بالتل"، تأكيداً على أن هذه الشركة الوطنية الرائدة تحظى بالرعاية الكاملة من النظام السياسي، ونحن نقدر لها كل ما تقدم من خدمات، ومساهمتها في الدخل القومي الإجمالي بشكل مباشر أو غير مباشر، ونحن سنشتق العبر من تجربة الاندماج غير الناجحة.  واستدرك: شكلنا لجنة لاشتقاق العبر، حتى إذا صار أي جهد لتجارب مماثلة، نكون قادرين على توفير الظروف الأمثل للشق الفلسطيني، ليكون بالأفضلية المناسبة. وتطرق إلى أنه لو نجحت صفقة الاندماج، لكن لها انعكاسات مهمة على صعيد الاقتصاد الفلسطيني، فضلا عن فوائدها فيما يتعلق بتبادل الخبرات، واستقطاب المستثمرين.
"جوال" .. قصة نجاح:
وتعرض إلى أن شركة "جوال" تمثل قصة نجاح، مضيفا "نتمنى على الشركة أن تستمر بتقديم الخدمات المميزة للمستهلكين، وأن تكون مثال الشركة الوطنية الرائدة، وقد كان يهمنا نجاح الصفقة، ولذا فإن السلطة الوطنية كانت جاهزة للقيام بوظيفتها لاستكمال الجانب القانوني، إلى غير ذلك". ولفت إلى إيمانه بأن الشركة ستواصل مبادراتها وجهودها لتقديم أفضل الخدمات، معرباً عن أمله في تحقيق المزيد من الإنجازات. ورحب بقيام الشركة بتقديم تصور لما يمكن اتخاذه من خطوات لمواجهة المنافسة الإسرائيلية غير الشرعية، موضحاً أن الوزارة على استعداد لتبنيه ووضعه موضع التنفيذ. من جهته، أشاد كمال أبو خديجة، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات، بدور السلطة ودعمها للمجموعة والشركات التابعة لها، ما مكنها من تحقيق الكثير من الإنجازات. وأثنى أبو خديجة على محاولات السلطة، وخاصة الرئاسة، ورئاسة الوزراء، ووزارة الاقتصاد لإنجاح صفقة الاندماج، وتوفير كافة الظروف اللازمة لذلك، مضيفا "لسوء الحظ الوقت المتاح لم يكن لصالح أحد، لكن الدروس والعبر من ذلك كثيرة، وبالتأكيد هي ليست آخر فرصة". وأشار إلى أن شركة "جوال" تعتبر جاذبة للاستثمار، منوها إلى أن الباب مفتوح لعقد شراكات استراتيجية مستقبلا. بدوره، أثنى عمار العكر، مدير عام شركة "جوال"، على زيارة أبو لبدة لمقر الشركة، مشيراً إلى أن ذلك يجسد عناية الوزارة بالاقتصاد، والشركات الفلسطينية، وحرصها على التعاون معها. وقدم شرحاً عن الشركة، مشيراً إلى أن عدد مشتركيها تجاوز المليون و700 ألف مشترك.
قفزة نوعية في عدد المشتركين:
وكشف النقاب عن ان الشركة مع انطلاق النشاط الرسمي لشركة "الوطنية موبايل"، حققت قفزة نوعية على صعيد عدد المشتركين الجدد. وقال في هذا الصدد: بانطلاق الوطنية موبايل، حققنا أرقاما تاريخية، لم تحصل في تاريخ السوق، ما يعتب أحد أبرز الملامح لعملية فتح السوق. وأشار إلى أن الآلاف انضموا إلى قائمة المستفيدين من خدمات الشركة خلال الفترة الأخيرة. وتحدث عن كبر حصة الشركة في السوق المحلية، في الوقت الذي تستحوذ فيه الشركات الإسرائيلية على نحو 12%، داعيا إلى وضع حد للمنافسة غير الشريفة وغير الشرعية التي تقوم بها هذه الشركات. ونوه إلى أن نسبة مشتركي الفاتورة تبلغ نحو 10% من قاعدة المشتركين، مضيفا "نحن في تطور مستمر مع زيادة عدد المشتركين". وتطرق إلى أن تنامي أرباح الشركة بشكل مطرد، لافتا إلى وجود 23 معرضاً لها في الأراضي الفلسطينية، فضلا عن 114 موزعا حصريا، و600 وكيل يقدمون خدمات تتعلق بها وغيرها.
كما ذكر أن عدد موظفي الشركة يبلغ 828 موظفا، من ضمنهم 25% من الإناث. تحديات وعراقيل وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها الشركة، حددها في التأخير في تخليص المعدات، جراء القيود الإسرائيلية، منوهاً إلى أن الشركة تنفرد عن غيرها بأن مقاسمها في قارة، ومشتركيها في قارة أخرى، وأن الإجراءات الإسرائيلية على صعيد تخليص المعدات مثل الأبراج، تأخذ فترة تتراوح بين تسعة أشهر وعام. كما تعرض إلى مسألة محدودية الترددات، بيد أنه أكد أن الشركة لن تثير هذا الموضوع، حتى تحصل شركة "الوطنية موبايل" على تردداتها. وتعرض إلى أن الشركة تواجه مشاكل على صعيد التغطية في مناطق (ج) لقربها من ووجود المستوطنات التي توجد فيها أبراج الشركات الإسرائيلية التي توفر التغطية للضفة فيها، معرباً عن أمله في أن تركز خطة الحكومة على هذا الجانب، باعتباره جزءاً من السيادة الوطنية، والعمل في مواجهة الاستيطان. وخص جانباً من حديثه للمنافسة غير الشرعية مع الشركات الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها تضع عراقيل عديدة أمام عمل الشركة وتطورها، لا سيما فيما يتعلق بتقنيات "الجيل الثالث". وقال: الشركات الإسرائيلية تسوق خدمات الجيل الثالث، بينما يمنعنا الجانب الإسرائيلي من مجرد التفكير بهذه المسألة. وأعلن عن وجود نية لدى الشركة لإقامة مركز تدريب بالتعاون مع شركة "إريكسون" العالمية، سيستهدف خريجي الهندسة، عبر تنفيذ تدريب على مقاسم حية لفترة تتراوح بين تسعة أشهر وعام، من قبل كوادر في "جوال" و"اريكسون"، مؤكداً أن العمل جار على بلورة كافة المسائل المترتبة بإقامة هذا المشروع. وتحدث عن بعض المشاريع التي تنفذها الشركة، مثل "أنا جوال" بالضفة، والخاص بتدريب طلبة كليات الإدارة في الجامعات، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الطلبة استفاد منه.