أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

عويضة: بورصة فلسطين قطعت ثلثي الطريق في سعيها للحصول على العضوية الكاملة في اتحاد البورصات العالمي

2011-07-26

رام الله – قال أحمد عويضة، الرئيس التنفيذي لبورصة فلسطين، أن البورصة قطعت ثلثي الطريق في سعيها للحصول على العضوية الكاملة في اتحاد البورصات العالمي، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل على أدق التفاصيل. وحول رفع مستوى تمثيل البورصة في اتحاد البورصات العالمي (WFE)، قال عويضة في بيان صحافي، أمس: نحن أعضاء في الاتحاد منذ عامين، حيث تم تصنيفنا كـ"عضو مراسل"، ومع ارتفاع ثقة عديد الأعضاء في الاتحاد العالمي بأداء البورصة سواء من ناحية البيئة القانونية والتشريعية، والهياكل الإدارية، والنظم التكنولوجية، إضافة إلى مستوى التنظيم الداخلي، دفعنا ذلك، في أيلول من العام الماضي إلى تقديم طلب برفع مستوى عضويتنا، وهو ما تحقق في العشرين من حزيران الماضي، بعد اجتماع مجلس اتحاد البورصات العالمي، ليعلن قراره بترقية عضوية بورصة فلسطين من عضو مراسل إلى عضو مساند  (Affiliate). وينظر عويضة إلى ترقية عضوية بورصة فلسطين باهتمام بالغ "ليس لكونه انضماماً إلى أكبر تجمع للبورصات في العالم فحسب، بل باعتباره خطوة نوعية تسهم في جذب ولفت أنظار المستثمرين والمؤسسات الاستثمارية الدولية". وقال: إن رفع عضويتنا في الاتحاد يعني اعترافاً بأننا بورصة باتت تصنف على أنها واحدة من أفضل البورصات أداء وممارسة في المنطقة العربية. وشدد عويضة على أهمية التطورات التي حققتها البورصة في السنوات الأخيرة، مؤكداً أن النصف الأول من هذا العام شهد جملة انجازات شكلت منعطفاً هاماً في تاريخ البورصة الفلسطينية، حيث تم رفع مستوى تمثيل بورصة فلسطين في اتحاد البورصات العالمي، كما تمكنت من الصمود في المنطقة الخضراء رغم العواصف السياسية الإقليمية، ليتصدر مؤشر القدس مؤشرات أسواق المال في المنطقة العربية مع نهاية النصف الأول من العام الجاري. ووصف عويضة بيئة الاستثمار في الأسهم الفلسطينية بالبيئة الخصبة، حيث العائد المجزي على الاستثمار، ما شكل عامل جذب لدخول بعض صناديق الاستثمار الإقليمية والعالمية، متحدثاً عن نجاح الحملة الترويجية المحلية التي نفذتها البورصة على مدار شهري أيار وحزيران الماضيين، مؤكداً أن هناك حاجة لمزيد من هذه الحملات، أما الهدف منها، فكان إبراز ميزات الاستثمار في الأسهم المدرجة وتعزيز الوعي الاستثماري لدى الجمهور ولفت أنظارهم للفرص المواتية في بورصة فلسطين.

وفيما يتعلق بالعائد على الاستثمار الذي وصل في العام 2010 إلى ما نسبته 13.6%، وهو رقم قياسي على مستوى البورصة نفسها، وقياساً بغيرها من البورصات على المستوى العربي والإقليمي وحتى العالمي، قال عويضة: هذا مقياس آخر على جودة أداء الشركات المدرجة، فقد قامت 22 شركة من أصل 40 شركة كانت مدرجة مع نهاية 2010 بتوزيع أرباح سواء نقدية أو على شكل أسهم مجانية، هذا العائد على الاستثمار مشجع، ويزيد التأكيد على أن بورصة فلسطين باتت بيئة خصبة ومجدية للاستثمار. وكشف عويضة عن أن صندوقاًَ استثمارياً للجالية الفلسطينية في تشيلي بدأ الاستثمار في البورصة منذ أيار الماضي، خاصة بعد الصمود والأداء المتميز للبورصة، رغم الاهتزازات التي عانت منها البورصات المحيطة بسبب ثورات الربيع العربي وارتداداتها، كما أن الأداء المتميز للشركات الكبرى ومجمل الشركات المدرجة في البورصة يشكل عامل قوة ودفع باتجاه تشجيع الاستثمار فيها.

وحول ما يشكله الواقع السياسي في فلسطين، يشدد عويضة على أن الظروف السياسية لم تعد تشكل عائقاً أمام استقطاب الاستثمار الخارجي، بدليل دخول العديد من الصناديق الاستثمارية الأجنبية في السنوات الأخيرة، كما يتضح ذلك جلياً من ارتفاع نسبة الاستثمار الأجنبي في البورصة التي وصلت إلى ما يزيد على 42%، "نحن الآن نمتلك اقتصادا منفتحاً وسوقاً متطورة تتوفر فيها الأطر القانونية والتشريعية والتنظيمية الحديثة مقارنة بأسواق المال في المنطقة، كذلك لا توجد قيود أو ضرائب على الاستثمارات الخارجية، إضافة إلى نضج ثقافة الحوكمة والإفصاح وتمتع البورصة بالبنية التحتية والتقنية العالية التي تضاهي أسواق المال على المستوى العربي والإقليمي".

وتابع: جل هذه العوامل مشجعة ومحفزة للاستثمار الأجنبي. وفيما يتعلق بالتطورات السياسية المتوقعة في أيلول القادم، قال: رغم الحديث عن مجهول قادم قد يكون صعباً في فلسطين بعد أيلول، لا أزال متفائلاً، لأن البورصة ولدت من رحم مثل هذه الظروف الصعبة، وعملت في ظروف أكثر سوءاً مما هو عليه الوضع الآن، وربما مما سيكون عليه.

وفي سياق حديثه، لم يغفل عويضة الإشارة للتوعية الاستثمارية، مبيناً أن بورصة فلسطين تولي أهمية خاصة لتنمية الوعي الاستثماري، فالثقافة الاستثمارية "لا تزال متواضعة في فلسطين، ونحن نعمل على المدى البعيد في اتجاه خلق هذا الوعي، قبل أيام انتهت حملة ترويجية نظمتها البورصة على مدار شهرين وشملت وسائل الإعلام والدعاية المحلية في كافة المحافظات بما فيها محافظات قطاع غزة، لا نتوقع أن يكون لها مفعول السحر، في مضاعفة التداول خلال هذه الفترة الوجيزة، لكن ما نريده عبر هذه الحملات، وهي مهمة، وتراكم نجاحات تضاف إلى ما سبقها، وتؤسس إلى ما يليها، أن نرفع صوتنا، ونسعى لتغيير انطباعات خاطئة تجاه البورصة والاستثمار فيها".

وفي مسألة الترويج للاستثمار في البورصة، أشار عويضة إلى الجولة الترويجية التي نظمتها البورصة نهاية حزيران الماضي في لندن، مشدداً على الانطباعات الايجابية التي تركتها لدى مختلف الفعاليات البريطانية المشاركة، وشكلت استمراراً للحوار مع أهم صناديق الاستثمار البريطانية، مبيناً أنها شكلت مناسبة للتأكيد على فرص ومزايا الاستثمار في الأسهم المدرجة. كما أن هذه الجولة والجولة السابقة في العام الماضي والجولات المتوقعة جلها تشكل تراكماً لجهود البورصة في الترويج للاستثمار في الأسهم المدرجة، قائلاً: لمسنا اهتماماً حقيقياً لدى الصناديق الاستثمارية ورغبة في التعرف أكثر على السوق الفلسطينية، وهذا بحد ذاته انجاز للمشاركين في الجولة وللاقتصاد الوطني بشكل عام.

وعن أهمية مثل هذه الجولات الترويجية، قال: هي جزء من جهود البورصة لجذب ولفت أنظار المستثمرين والصناديق والمؤسسات الاستثمارية الإقليمية والدولية، إلى جانب جهود البورصة في الترويج المحلي، مضيفاً أن الفائدة المرجوة من هذه الأنشطة هي إستراتيجية وطويلة الأمد، فمثلاً اجتماعات العمل المكثفة التي أجراها الوفد الفلسطيني شكلت فرصة لشرح وجهة نظر مسؤولي الشركات المدرجة في جاذبية الاستثمار في أسهم هذه الشركات أمام مسؤولي وصانعي القرارات الاستثمارية في الصناديق والمؤسسات الاستثمارية.

وختم عويضة حديثه بالتأكيد أن الشفافية والقوانين والتشريعات والعائد على الاستثمار وغيرها من العوامل هو ما عزز حضور بورصة فلسطين عالمياً، وهو ربما ما كان وراء وصف صحيفة عالمية كـ "فايننشال تايمز" البورصة بذات "القوة الديناميكية الفائقة".