أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

مساع لإدخال البورصة في مؤشر "مورغان ستانلي" للأسواق الناشئة

2011-11-13

كشف الرئيس التنفيذي لبورصة فلسطين احمد عويضة عن "مفاوضات في مراحل متقدمة" لبيع مؤسسات محلية واقليمية ودولية أسهماً في رأس مال البورصة الفلسطينية، في خطوة تمهد لادراج اسهمها للتداول. وتمتلك "باديكو القابضة" 78% من رأس مال بورصة فلسطين، وكانت البورصة تحولت قبل نحو عامين الى شركة مساهمة عامة، وتسعى "باديكو" منذ ذلك الحين لبيع جزء من حصتها لشركاء استراتيجيين، لكن هذه المساعي تعطلت بسبب الاوضاع التي تمر بها بورصة فلسطين، كغيرها من اسواق المال في المنطقة، من حيث تراجع التداولات، التي تشكل المصدر الاساسي للدخل. وقال عويضة لـ"الايام" "هناك ترتيبات لبيع جزء من حصة باديكو لشركاء آخرين محليين وخارجيين، وعندما ننتهي من تفتيت الملكية سيتم ادراج اسهم البورصة للتداول". واضاف: هناك مفاوضات وصلت الى مراحل متقدمة لبيع جزء من حصة باديكو لشركاء آخرين".ويجري الحديث خصوصا عن شركة محلية وشركة عربية واخرى اميركية، لكن عويضة رفض الافصاح عن اسماء هذه الشركات، مكتفيا بالقول ان دخول هذه الشركات في رأس مال بورصة فلسطين "سيشكل اضافة نوعية لها".  من جهة اخرى، قال عويضة ان هناك مساعي لدخول بورصة فلسطين في مؤشر "ام اس سي آي" لـ"مورغان ستانلي" للاسواق الناشئة، الامر الذي يتوقع ان يلفت نظر العديد من الصناديق الاستثمارية التي تستهدف الاسواق الناشئة. وقال "نسعى لأن نكون جزءا من الدول الداخلة في مؤشر "مورغان ستانلي" . التغطية بالمتابعة والتحليل من هذه المؤسسة العالمية تشجع الكثير من الصناديق على الاستثمار في بورصة فلسطين". وتتطلب معايير الدخول في مؤشر "مورغان ستانلي" وجود شركتين على الاقل القيمة السوقية لكل منها لا تقل عن 430 مليون دولار (معيار يعاد النظر فيه كل ستة اشهر). وحاليا، هناك شركة واحدة في بورصة فلسطين تلبي هذا المعيار وهي شركة الاتصالات الفلسطينية (قيمتها السوقية 956 مليون دولار)، فيما يحتل بنك فلسطين المرتبة الثانية بقيمة سوقية تبلغ حوالي 356 مليون دولار، ثم "الوطنية موبايل" بقيمة سوقية تبلغ حوالي 300 مليون دولار، و"باديكو القابضة" 257 مليون دولار. وكثير من الاسهم في بورصة فلسطين، بما فيها اسهم الشركات الرئيسية، قيمتها السوقية (السعر في البورصة) اقل من قيمتها الدفترية (مجموع حقوق الملكية مقسومة على رأس المال). وقال عويضة: نحن ننتظر، إما ان تتحسن السوق واما ان يطرأ جديد على قيمة الشركات عبر رفع رأس المال او الاندماج. تضم مؤشرات "مورغان ستانلي" ثلاث فئات: الأولى مخصصة للأسواق المالية المتطورة، والثانية للأسواق الناشئة، والثالثة للأسواق المبتدئة، ومؤشرها للاسواق الناشئة يستخدم من قبل 80% من الصناديق المالية في هذه الاسواق، ويؤمل ان يضع الانضمام الى المؤشر بورصة فلسطين على خارطة الاسواق المستهدفة من قبل هذه الصناديق. وقال عويضة "الدخول في مؤشر دولي يشجع الصناديق الخارجية، لأن السوق حينها ستكون تحت اعين مؤسسة عالمية ومتابعة بتحليلاتها".  وكبقية أسواق المنطقة، تعاني بورصة فلسطين منذ نحو عامين من ضعف التداولات، نتيجة الوضع السياسي في البلاد، اضافة الى تداعيات "الربيع العربي". وقال: للربيع العربي استحقاقه، لكن وضعنا جيد بالمقارنة مع الاسواق العربية الاخرى. معدل التداول اليومي لدينها هذا العام 5ر1 مليون دولار. في بعض الايام لا تتجاوز قيمة تداولات بورصتي دبي وابو ظبي مجتمعتين 8 ملايين دولار".كذلك، لفت عويضة الى ان مؤشر بورصة فلسطين هو الافضل اداء بين مؤشرات الاسواق العربية، باستثمار مؤشر البورصة القطرية. واغلق مؤشر بورصة فلسطين جلسة التداول الاخيرة، الخميس الماضي، منخفضا بنسبة 4% عن اغلاقه نهاية العام 2010، في حين تجاوزت خسارة مؤشرات بعض الاسواق العربية 45%. لكن عويضة توقع تأثيرات ايجابية لـ"الربيع العربي" على البورصة الفلسطينية في المدى الطويل. واعتبر عويضة ان العامل الاكثر تأثيرا في البورصة الفلسطينية ما زال يتمثل بالوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، خصوصا مع توقف المفاوضات والغموض الذي يكتنف العملية السياسية والتلكؤ بانجاز ملف المصالحة. وقال: اداء الشركات كان جيدا مقارنة بالاوضاع السائدة . هناك 34 شركة حققت ارباحا من اصل 45 شركة مدرجة، واظهرت البيانات المالية ان الشركات الرئيسية حققت نموا في ارباحها، وانا متفائل بشأن نمو الأرباح في نهاية العام مقارنة مع العام الماضي.  لكن البورصة لم تستجب لهذه النتائج "الجيدة" للشركات المدرجة. وقال عوضية "ما يعزينا اننا نعيش اوضاعا معقدة طوال عمرنا، بل مررنا بظروف أعقد من التي نشهدها حالياً، وباعتقادي لن تسوء الاوضاع اكثر مما ساءت في العامين 2002-2003، حيث الدبابات الاسرائيلية في الشوارع . حتى لو عادت الامور كذلك فان هذه تجربة عشناها . هناك قرار بان تستمر البورصة بالعمل تحت اي ظرف".   من جهة اخرى، قال عويضة ان شركة جديدة ستنضم الى قائمة الشركات المدرجة في بورصة فلسطين في 30 تشرين الثاني الجاري، الشركة الوطنية لصناعة الالمونيوم والبروفيلات "نابكو"، ليرتفع عدد الادراجات خلال العام 2011 الى 7 شركات، وهو رقم قياسي من حيث الادراجات الجديدة في عام واحد من انطلاق نشاط البورصة الفلسطينية في العام 1997. وعزا عويضة هذا الزخم في الادراجات الجديدة خلال العام الحالي الى جهود هيئة سوق رأس المال في تطبيق قانون الاوراق المالية. ذلك، قال عويضة ان هناك خططا لإدراج مجموعة من الشركات الاخرى، ربما خلال العام القادم او الذي يليه، من بينها: شركة دار الشفاء لصناعة الادوية، وهي الشركة المساهمة العامة الوحيدة تقريباً التي ما زالت خارج البورصة، إضافة الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية، والشركة العربية الفلسطينية للاستثمار "ايبك"، وشركة "عمار" للاستثمار العقاري، وهي شركات مساهمة خاصة تخطط للتحول الى شركات مساهمة عامة. وستركز البورصة في المرحلة القادمة على الشركات العائلية، حيث ستخصص مؤتمرها لهذا العام "الملتقى السنوي لسوق رأس المال الفلسطيني"، المقرر ان يعقد في 21 تشرين الثاني الجاري، لهذا النوع من الشركات، لاقناع مالكيها بتحويلها الى شركات مساهمة عامة وادراج اسهمها للتداول.  وتأثرت شركات الوساطة الاعضاء في البورصة، وعددها عشرة، سلباً بضعف التداولات، التي تشكل المصدر الاساسي لدخلها، ما حدا بها للتفكير باندماجات فيما بينها. وفي هذا المجال، انهت شركتا "الاردن وفلسطين للاستثمارات المالية و"الهدف للاستثمار والاوراق المالية" اجراءات الاندماج، ومن المقرر الاعلان عن الشركة الجديدة الناتجة عن الاندماج قريبا. قال عويضة "في الوضع الذي تمر به السوق حالياً، اعتقد ان شركات وساطة اخرى ستفكر بالاندماج. نحن نشجع هذه الاندماجات فيما بين هذه الشركات، وفي نفس الوقت هناك تفاهم ضمني مع هيئة سوق رأس المال على عدم اصدار تراخيص لشركات جديدة".