أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني
2012-04-08
دبي - (رويترز) - قال محمد مصطفى الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني وهو صندوق الثروة السيادية للسلطة الفلسطينية لرويترز إن الصندوق يهدف إلى دعم القطاع الخاص وخفض الاعتماد على المعونات من خلال استثمارات تدر أرباحا في قطاعات مثل السياحة وتوليد الكهرباء رغم صعوبة العلاقات مع إسرائيل. ورغم أن معظم صناديق الثروة السيادية الأخرى الأكبر حجما تستثمر بكثافة في الخارج لتوزيع المخاطر وتعظيم العائدات فإن صندوق الاستثمار الفلسطيني يركز على تنمية الاقتصاد المحلي. وقال مصطفى في مقابلة عبر الهاتف من مكتبه في رام الله "تختلف أهدافنا عما تستهدفه صناديق سيادية في أنحاء أخرى. "نريد توفير فرص عمل والمساهمة في زيادة الضرائب وبناء قاعدة إيرادات للحكومة. نريد بناء اقتصاد فلسطيني أقل اعتمادا على الحكومة وأقل اعتمادا على المعونة من المانحين." ويبدو أن هذه الاستراتيجية تحقق بعض النجاح حيث يمضى الصندوق على المسار لتحقيق أرباح صافية متراكمة قدرها 800 مليون دولار في العقد الذي ينتهي في 2013 يدفع معظمها كتوزيعات أرباح للسلطة الفلسطينية. وقال مصطفى إن الصندوق حقق نتائج قوية في ظل أوضاع صعبة. وتابع "تجعل المخاطر السياسية المتزايدة من اجتذاب الاستثمارات عملية أكثر صعوبة. فسيطرة إسرائيل على الموارد الطبيعية في المنطقة تؤثر على أنشطة الأعمال." وضرب مصطفى مثلا بالوطنية موبايل مشغل خدمات المحمول في الأراضي الفلسطينية التي أطلقت في 2009 وهي مشروع مشترك مع الوطنية الكويتية التابعة لاتصالات قطر (كيوتل) قائلا إنها واجهت تأخيرا لمدة عامين في البداية لأن السلطات الإسرائيلية لم تخصص الترددات اللازمة لعملها. وأضاف أن الشركة تواجه مشكلات جديدة في غزة مع وجود معداتها في المخازن طيلة الأشهر الستة الماضية. وقال مصطفى إن صندوق الاستثمار الفلسطيني حقق ربحا صافيا قدره 33 مليون دولار في 2011 انخفاضا من 59 مليون دولار في 2010 حينما حقق أرباحا من بيع بعض أصوله. وقال "نعمل كصندوق على دورة مدتها عشر سنوات.. وبنهاية 2013 نتوقع أن تبلغ أرباحنا المتراكمة 800 مليون دولار وسنكون قد وزعنا منها 700 مليون دولار أي أن العائد يبلغ 15 بالمئة سنويا." وتابع "أرادت منا السلطة الفلسطينية وهي المساهم الرئيسي في الصندوق دفع توزيعات أعلى في الأعوام 2006 و2007 و2008 ونحاول الآن خفض ذلك." وجاء مصطفى (58 عاما) وهو فلسطيني يحمل درجة الدكتوراه في الإدارة والاقتصاد وشهادة في الهندسة للعمل في صندوق الاستثمار الفلسطيني بعد 15 عاما قضاها في البنك الدولي. ويبدو الصندوق الفلسطيني ضئيلا للغاية عند مقارنته مع صناديق الثروة السيادية في منطقة الخليج التي تضخ إيرادات النفط في استثمارات متنوعة من سلاسل سوبرماركت بريطانية إلى بنوك أمريكية وشركات صناعة سيارات ألمانية. وتقدر أصول جهاز أبوظبي للاستثمار على سبيل المثال بما بين 300 مليار دولار وأكثر من 600 مليار دولار بينما تقدر أصول قطر القابضة بنحو 100 مليار دولار. وتم إطلاق صندوق الاستثمار الفلسطيني بأصول قدرها 570 مليون دولار في 2003 تم تحويلها إليه من السلطة الفلسطينية بعد تقييم من مدققين دوليين بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وبلغت قيمة الأصول التي يديرها الصندوق في نهاية 2010 نحو 868 مليون دولار. وبينما تعتمد معظم صناديق الثروة السيادية على حكوماتها للحصول على السيولة التي تأتي غالبا من إيرادات النفط فإن صندوق الاستثمار الفلسطيني يشكل مصدرا للإيرادات للسلطة الفلسطينية. وقال مصطفى "إنها علاقة في اتجاه واحد حيث تختلف أهدافنا عن أهداف صناديق ثروة سيادية في أنحاء أخرى." وأضاف أن استثمارات الصندوق ساهمت في إيجاد عشرة آلاف وظيفة في السنوات الخمس الماضية. ويعد القطاع العقاري الذي يساهم بنحو 15 في المئة في الاقتصاد الفلسطيني قطاعا رئيسيا لاستثمارات الصندوق الذي يستثمر أيضا في أنشطة الفندقة ولديه حصة في فندق جراند بارك في رام الله وفندق انتركونتننتال في أريحا. وفي قطاع الكهرباء يستثمر الصندوق في شركة الكهرباء الفلسطينية وفي محطة كهرباء في شمال الضفة الغربية. يهتم الصندوق أيضا بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة وتحالف في الآونة الأخيرة مع أبراج كابيتال بدبي وهي أكبر صندوق استثمار مباشر في الشرق الأوسط وشركة التكنولوجيا الأمريكية سيسكو وبنك فلسطين وبنك الاستثمار الأوروبي لإنشاء صندوق النمو الفلسطيني للاستثمار في المشروعات المتوسطة والصغيرة في الأراضي الفلسطينية والمساعدة في إدارتها. وقال مصطفى إن الصندوق الجديد الذي جمع 36 مليون دولار من المستثمرين في أول جولة تمويلية يهدف لجمع 100 مليون دولار في ثلاث سنوات. استثمر صندوق الاستثمار الفلسطيني 15 مليون دولار في صندوق آخر أنشأه بنك الاستثمار رسملة. قال مصطفى إن الهدف لهذا الصندوق أيضا هو تعزيز حجمه إلى 100 مليون دولار في ثلاث سنوات من 38 مليون دولار في الوقت الراهن.
|
|