رغم تباين وجهات النظر والتحليلات بشأن الصفقات الضخمة التي نُفِّذت بداية الشهر، حول إن كانت نقلة نوعية ومؤشر مُبَّشر في البورصة أو أنها موسمية فقط، إلّا أن مما لا شك فيه طغيان حقيقة أن شركة الاتصالات الفلسطينية ارتأت لتوجيه بعض من عوائدها إلى الاقتصاد الوطني من خلال شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو القابضة". ناهيك عن الدوافع الاستثمارية للاستثمار المتبادل بين هاتين الشركتين، واللواتي تعتبر أكبر الشركات الفلسطينية وأكثرها انكشافاً على الاقتصاد المحلي، تزخم هذه الأيام بعض الاجتهادات الإعلامية من الشخصيات الحكومية في مجال الإقتصاد، منها ما يُعدّ عاملاً مبشراً لأي استثمار فلسطيني ومنها ما يعِد بتحوّل اقتصادي تنموي في فلسطين بعد تنفيذ بعض المحاور من أجل ضمان البيئة المواتية.
قد يكون من أهم التوجهات الحكومية التي برزت إعلامياً خلال الأسبوع، تصريح وزير الإقتصاد الفلسطيني بعدم ارتباط المبادرة الاقتصادية الدولية – خطة كيري- بالمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأن هذه الخطة هي برامج اقتصادية تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني وغير مرتبطة بالجانب السياسي، وأنه في حال فشل المفاوضات وإبداء الاستعداد من الجانب الأمريكي للمضي قدماً فإن السلطة الفلسطينية ستساعد في إنجاح هذه الخطة الاقتصادية. كما وضّح نائب رئيس الوزراء للشؤؤن الاقتصادية بعض المحاور من أجل ضمان البيئة المواتية للاستثمارات المقترحة في مظلة المبادرة الاقتصادية، والتي إذا نُفِّذت ستكون قادرة على إيقاد شعلة التحول الإقتصادي المطلوب. في كل الأحوال، قد تُطفي هذه التحديثات الإعلامية الحكومية بالشأن الاقتصادي بعض من التفاؤل العام والأمل بترسيخ أسس اقتصاد شامل بالإضافة إلى تعزيز المحفزات الاستثمارية في بورصة فلسطين بشكل خاص والتي تعتبر بوابة الاقتصاد المحلي.
في سياق بورصة فلسطين وبعد أسبوعين متتاليين من النمو السعري الملحوظ، اتصف أداء هذا الأسبوع بدرجة أعلى من الحذر نظراً لتداول أسهم الشركات القيادية قرب مستويات مقاومة جديّة لم تشهدها منذ سنوات. ومع اتساع نطاق تداول مؤشر القدس، تبادلت الأسهم القيادية الأدوار بالمد والجزر في مداه بالتزامن مع ظهور عمليات جني أرباح على أسهم الشركات التي حققت ارتفاعات ملحوظة، منها ما كان لإغلاق مراكز مالية في نهاية الشهر الحالي. خلال هذا الأسبوع، نجح سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار PADICO بتحقيق مكاسب ملحوظة رغم العروضات البيعية بعد كسر مستوى الــ 1.30 دولار، منهياً تعاملاته النشطة والتي سجّلت ما قيمته 4.75 مليون دولار عند المستوى 1.34 دولار بعد ارتفاع بمقدار 4.69%، ومشكلاً لوحده الداعمة الأساسية لمؤشر القدس هذا الأسبوع للتوازن حول مستوى الــ 530 نقطة.
بالمقابل، تراجع سهم شركة الاتصالات الفلسطينية PALTEL بنسبة 1.23% حين أنهى تعاملاته التي بلغت قيمتها 5.11 مليون دولار عند المستوى 5.63 دينار، اختبر خلالها مستوى اغلاقه السابق بالعروضات البيعية الكثيفة عليه. أيضاً، انخفض سهم بنك فلسطين BOP بنسبة 0.65% مغلقاً عند المستوى 3.06 دولار، إثر تداولات بلغت قيمتها 2.16 مليون دولار. على صعيد النشاط، ارتفعت قيمة تداولات سهم البنك الوطني TNB لتسجل ما قيمته 1.31 مليون دولار إثر تنفيذ عدة صفقات على سهم البنك، حقق من خلالها مكاسب ملحوظة أيضاً بنسبة 4.85% منهياً الأسبوع عند المستوى 1.08 دولار.