نشطت تعاملات بورصة فلسطين في الأسبوع ما قبل الأخير من العام 2013، ضمن تسارع لمؤشرات قد تنبع من مبدأ ثقة في جدوى الاستثمار في أسهم الشركات الفلسطينية من جهة ومن دورية تفاؤلات ترتبط ببعض من روتينيات المرحلة من جهة أخرى. فعلى مدى السنوات السابقة، تعظّمت القيم الداخلية لأسهم الشركات إثر تراكم وتدوير الأرباح بنسب متنامية وتدرّج التوزيعات النقدية بالتوازي، مما أثمر بمؤشرات سوقية جذابة جداً، خصوصاً مع الثبات القياسي لأسعار الأسهم والذي تعود أسبابه لقلّة الارتباط بالأسواق المحيطة والكينونة الاستثمارية المجدية الخاصة به، مما يُضفي بقابلية للتصحيح السعري والنمو تجاه القيم الدفترية والقيم العادلة بسلاسة تداولات وأريحية تدرّجات. فيما تسود في نهاية العام درجات من التفاؤل بالانتعاش في بداية العام القادم استمراراً لما بدأته المرحلة من نشاط تداولات، دعم منها أمور جوهرية بشأن بعض الأسهم القيادية. في تداولات الأسبوع، حقق مؤشر القدس مكاسب ملحوظة بلغت نسبتها 2.42%، مغلقاً عند المستوى 546 نقطة ومرتفعاً عن إغلاقه السنوي للعام 2012 بنسبة 14.32%، والذي سجّل بدوره معظم هذه المكاسب في الأشهر الأخيرة من العام الحالي، ليكسر المؤشر بذلك إغلاقه السنوي للعام 2007 متخطياً إياه بنسبة 3.55%، ويحمل بالأنظار تجاه إغلاق العام 2006 والذي سجّل حينها ما مقداره 605 نقطة. تأتي نسبة النمو هذه إثر ارتفاعات هامّة في أسهم الشركات القيادية ذات الأوزان الثقيلة في مؤشر القدس، وتداولها عند مستويات سعرية كانت قد تخلت عنها منذ سنوات عديدة.

على صعيد آخر، تتوارد مؤشرات إيجابية أخرى لرسم صورة مبدئية عن نهج العام القادم، منها بعض البيانات الاقتصادية الجديدة وما أظهرته من ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي في الأراضي الفلسطينية خلال الربع الثالث من عام 2013 بالمقارنة مع الفترة المقابلة من العام 2012، والذي بدوره يعكس جزءاً من تنامي حجم الانتاج الاقتصادي المحلي. أيضاً، ومن ضمن العوامل التي تعكس الفرص الاستثمارية الجذابة لاستقطاب رؤوس الأحوال العالمية، تم إدراج بورصة فلسطين إلى لائحة مؤشرات ستاندرز آند بورز للأسواق الناشئة، حيث أطلقت  مؤشر مستقل بفلسطين كتطور يؤهل البورصة مستقبلاً لدخول المؤشر الأوسع لمجموعة مؤشرات ستاندردز آند بورز للأسواق الناشئة (S&P Frontier BMI) وهو المؤشر الأشمل الذي يعنى بمتابعة وقياس أداء مؤشرات البورصة الناشئة عالمياً. فيما تعد هذه الخطوة محفزاً أساسياً لتوجيه أنظار الصناديق الاستثمارية العالمية نحو بورصة فلسطين، من خلال وضع المؤشرات الإيجابية للبورصة على شاشات أهم مدراء الصناديق لقياس الفرص الاستثمارية.

ضمن تعاملات الأسبوع ذو الأربع جلسات، تصدّر سهم شركة الإتصالات الفلسطينية PALTEL – أكبر شركة من حيث القيمة السوقية – البورصة من حيث قيمة التداول حين وصلت إلى 3.09 مليون دولار، حقق السهم من خلالها مكاسب بنسبة 1.58% منهياً الأسبوع عند المستوى 5.80 دينار ومشكلاً الرافعة الأساسية لنمو المؤشر تبعاً لوزنه الأثقل فيه والذي يقارب الــ 40%. جاء هذا الارتفاع ضمن تداولات نشطة نسبياً، تخللّها قفزات سعرية مدعومة باختراق مستويات المقاومة بقوة، بعد أن كان قد تداول حولها لعدة جلسات في الأسابيع القليلة الماضية. وفي جوهرية الأخبار المحفزّة للنشاط على سهم الشركة، أعلنت "بالتل" عن توقيعها اتفاقية مع بنك المال الأردني لشراء نحو 5% من أسهم المصرف الأهلي العراقي التي يمتلكها بنك المال وذلك بعد اتمام عملية رفع رأس مال المصرف العراقي. يأتي هذا في سياق توسيع عمليات الاستثمار لدى شركة الاتصالات الفلسطينية خصوصاً بعد رفعها لحصتها في شركة باديكو القابضة، فيما أشار رئيس مجلس الإدارة إلى أن السوق العراقية تحمل توقعات نمو ايجابية ومتفائلة وتزخر بالفرص.

كما حقق سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار PADICO - أكبر شركة استثمارية من حيث القيمة السوقية- ارتفاعاً بنسبة 2.99% من خلال تعاملات بلغت قيمتها 1.28 مليون دولار أغلق على إثرها عند المستوى 1.38 دولار، واتصفت بدورها  بالنشاط وسرعة التحركات، كما اخترق من خلالها السهم مستوى مقاومة هام، مدعوماً بالطلبات الشرائية التي تعزز من العمق السعري له منذ فترة ملحوظة. فيما نشطت تعاملات سهم بنك فلسطين BOP – أكبر بنك من حيث القيمة السوقية – بشكل ملفت خلال هذا الأسبوع حين سجّلت ما قيمته 2.70 مليون دولار، حقق خلالها ارتفاعاً بنسبة 5.54% مغلقاً عند المستوى 3.24 دولار. كما شهد هذا الأسبوع ارتفاعاً في تداولات قطاع البنوك بشكل عام إثر تنفيذ صفقات مؤسساتية على سهمي البنك الاسلامي الفلسطيني ISBK والبنك الاسلامي العربي AIB.