رغم كل التحديات التي تواجه البيئة الاستثمارية في فلسطين وانعكاساتها على مؤشرات السوق المالي، أثبت سوق رأس المال الفلسطيني أن هناك مساحة للنمو بعد أن تعظّمت القيم العادلة لأسهم الشركات المدرجة إثر تنامي الأرباح في حقوق الملكية وثبات الأسعار بالمقابل. ففي أسبوع التداول الثاني من العام الجديد 2014، تعززت حالة التفاؤل والثقة وإطفاء مفهوم الاستثمارية في بورصة فلسطين وسط اتّحادٍ في الدور القيادي بين الأسهم القيادية، والتي كانت قد أومأت باتحادّها حين كانت سابقاً تتبادل الأدوار القيادية في تماسك واتّزان مؤشر القدس في السنوات القليلة الماضية. ومع روتينية بدء دخول موسم التنقلات بين أسهم الشركات المدرجة بناءاً على توقعات العائد الاستثماري، ومع اختلاف الدوافع وراء خلق الطلب والعرض في البورصة، لم يخفى على المراقب للسوق تأسيس مستويات سعرية جديدة داعمة وصلبة للمؤشر وأسهم الشركات المؤثرة،  قد يكون من الصعب التراجع عنها إثر العوامل الجوهرية التي ساهمت بالوصول إليها.

ضمن تداولات الأسبوع، كسر مؤشر القدس حاجز مقاومة جديد وسط زخم سيولة شرائية على أسهم شركتي الاتصالات الفلسطينية وفلسطين للتنمية والاستثمار، امتزجت بدورها بين المحلية منها والأجنبية، والتي ساهمت في تحقيق مكاسب سعرية للسهمين واختراق مستويات سعرية منها ما يعد تاريخياً نفسياً. ففي هذا السياق، تصدّر سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو القابضة"  البورصة من حيث النشاط الكثيف، والذي اتصفت على إثره تداولات السهم بسرعة التحركات السعرية وتلبية الأوامر، دعم منها دخول صناديق استثمارية خارجية مع موجة التفاؤل العام التي تسود أوساط المستثمرين سياسياً وما يرتبط به اقتصادياً. كما لا يغيب عن الأذهان الدافع الأساسي للإقبال على سهم الشركة والذي ينبع من الأعمال التشغيلية لباديكو القابضة والتي على إثرها حققت نمواً في صافي الربح العائد لمساهمي الشركة الأم بنسبة 34% في التسعة أشهر الأولى من العام 2013 بعد تحسن في هوامش الربحية للمشاريع التي بدأت التشغيل خلال العامين الماضيين. في هذا السياق، توقعت إدارة الشركة من خلال إفصاح رسمي لها بأن تتنامى هذه الأرباح بشكل تدريجي خلال الفترات المالية القادمة وأن تؤدي لنمو مضطرد في أرباح باديكو في السنوات القادمة. وبالتوازي مع ما فرضته التغييرات التي جرت على ملكية كبار مساهمي باديكو القابضة، يبقى الترابط السوقي بين سهمي الاتصالات وباديكو محض اهتمام كافة شرائح المتداولين بعد ما ولدّته صفقة استحواذ "بالتل" على حصة استراتيجية في "باديكو" من زخم تداول ونمطية جديدة في السوق. خلال الأسبوع، استفرد السهمين القياديين بحوالي 73% من قيمة التداول و 62% من عدد الأسهم المتداولة، تصدرها سهم باديكو بجدارة محققاً مكاسب نارية بمقدار 5.67% حين أغلق عند المستوى 1.49 دولار، مقترباً من حاجز عشرة نقاط جديد. فيما كان لمكاسب سهم شركة الاتصالات الفلسطينية PALTEL خلال الأسبوع والتي وصلت إلى 1.85% أثراً أساسياً في نمو مؤشر القدس نظراً لوزنه الأعلى في المؤشر، حيث أغلق السهم عند المستوى 6.04 دينار مخترقاً حاجزاً نفسياً هاماً إثر زخم تداولات جيد وشح ملحوظ في العروضات البيعية في عمق الأسعار.

وفي سياق الأسهم النشطة، نشطت تعاملات سهم بنك فلسطين BOP -أكبر بنك من حيث القيمة السوقية – من خلال تداولات بلغت قيمتها 0.59 مليون دولار، ليغلق عند المستوى 3.15 دولار منخفضاً بنسبة 1.25% من خلال تداوله في نطاق واسع. وفي نفس سياق البنوك، أغلق سهم البنك الإسلامي الفلسطيني ISBK عند المستوى 1.53 دولار مرتفعاً بنسبة 1.32% من خلال تعاملات نشطة بلغت 0.22 مليون دولار. كما نشطت تعاملات شركة فلسطين للاستثمار العقاري PRICO حين وصلت إلى 0.28 مليون دولار، ليغلق السهم عند المستوى 0.67 دينار مرتفعاً عن نظيره في الأسبوع السابق بمقدار 4.69%. وفي أخبار الشركات، يتوالى الإعلان عن مواعيد اجتماعات مجالس إدارة الشركات المدرجة في البورصة بهدف مناقشة البيانات المالية السنوية للعام 2013 واعتمادها قبيل الإفصاح عنها. أما على صعيد الأخبار الجوهرية، عقد مجلس إدارة البنك الإسلامي AIB اجتماعا بتاريخ 12/01/2014 وأقر استكمال الجزء المتبقي من رأس مال البنك غير المكتتب والبالغ 1.28 مليون سهم/ دولار عن طريق تخصيصهم لثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة.