واصلت بورصة فلسطين تحقيق الارتفاعات المتتابعة منذ بداية العام، منهية الأسبوع الثالث بمكاسب نارية وصلت إلى 7%، وهي أعلى نسبة مكاسب أسبوعية منذ كانون الأول من العام 2008، ليسجّل مؤشر القدس أعلى مستوى له منذ 14 تشرين الأول من نفس العام، مغلقاً عند المستوى 594.45 نقطة ومقترباً من مستوى إغلاقه السنوي للعام 2006 بعد أن تخطى كافة الإغلاقات السنوية للأعوام ما بين 2007 و2013، محققاً مكاسب منذ بداية العام بمقدار 24.07%. يأتي هذا النمو ليضيف إلى القيمة السوقية لبورصة فلسطين لتسجل ما قيمته 3.52 مليار دولار، مرتفعة عن نهاية العام 2013 ما نسبته 8.28%، أي بزيادة قدرها 268.92 مليون دولار. جاءت نسب النمو المشحونة بالسيولة المتفائلة ضمن تزايد شهية المستثمرين والمضاربين في البورصة للحراك على أسهم منتقاة عززت منها سيولة جديدة نشطة، مع اقتراب موعد الإفصاح المالي السنوي الأولي للشركات والذي غالباً سيكون ضمن خانات إيجابية مزدوجة لبعض الشركات التي تشهد زخماً ملحوظاً من حيث التداولات. في حين مما لا شك فيه مراهنة الجميع وعلى رأسهم المستثمرين على اقتراب التوصل إلى رؤية مشتركة فيما يخص مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ضمن التعاملات النشطة خلال الأسبوع، شهد سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار PADICO أداءاً متميزاً من حيث كافة مؤشرات التداول. حيث حقق السهم مكاسب ملحوظة وصلت إلى 16.78% حين أغلق عند المستوى 1.74 دولار- أعلى مستوى له منذ 5 تشرين الثاني من العام 2008- من خلال تداولات مكثفة سجّلت ما قيمته 9.00 مليون دولار وشكلت ما نسبته 50.74% من مجمل قيمة الأسهم المتداولة خلال الأسبوع، جاءت إثر تراكم وتصاعد الطلبات الشرائية على التّدرجات السعرية للسهم، والذي قابلها عمليات جني أرباح صحّية للمضاربين ساهمت في خلق تدوير نشط رفع بدوره من مؤشرات السيولة لسهم الشركة. بذلك، يحقق سهم باديكو القابضة مكاسب بنسبة 28.89% منذ بداية العام 2014، مستأثراً بنشاط تداولات وسرعة قفزات سعرية إثر شح العروضات البيعية، مردّها التحفظ في البيع على مستويات وصل إليها حديثاً حول القيمة الدفترية للسهم كما في 30 أيلول 2013، إلا أن البيانات المالية المتوقعة ترجّح كفة القرارات بالاحتفاظ وسط تزايد في الأوامر الشرائية.
جاء سهم شركة الاتصالات الفلسطينية PALTEL بمكاسبه التي سجلت ما مقداره 9.27% ليحل ثانياً من حيث قيمة التداولات، حين وصلت إلى 4.95 مليون دولار مشكلة ما مقداره 27.88% من مجمل قيمة التداول في الأسبوع، ليغلق عند المستوى 6.60 دينار – أعلى مستوى له منذ 5 تشرين الأول 2008-، تخلّلها بضع صفقات متقابلة، في حين طغت التداولات الطبيعية ذات التحركات السريعة المشوبة بتوقعات عائد مالي متميز للشركة، مردّها النمو الملحوظ لصافي أرباح التسعة أشهر الأولى من العام 2013 بالإضافة إلى بعض الأخبار الجوهرية التي وردت بشأن توقعات بتحسن في بند أرباح الاستثمارات لدى الشركة. من حيث النشاط، ارتفعت قيمة تعاملات سهم بنك فلسطين BOP لتصل إلى 1.08 مليون دولار، ارتفع على إثرها السهم بنسبة 1.90% ليغلق عند المستوى 3.21 دولار. في حين نشطت بشكل ملحوظ تداولات سهم شركة فلسطين للاستثمار العقاري PRICO لتصل إلى 1.00 مليون دولار، حقق من خلالها السهم مكاسب ملفتة بلغت مقدارها 14.93% أنهى على إثرها تداولاته عند المستوى 0.77 دينار.
على صعيد آخر وعلى هامش فعاليات الجولة الترويجية للقطاع المالي الفلسطيني، في العاصمة البريطانية، وصف الرئيس التنفيذي لبورصة فلسطين السيد أحمدعويضه عام 2014 بـ"العام المفصلي"، والذي يمكن أن يشهد سلسلة من العوامل الحاسمة التي قد تعزز بشكل كبير أداء الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام والبورصة الفلسطينية بشكل خاص، فنحن الآن على أعتاب مرحلة نمو قوية التي من شانها أن تسرع النمو الاقتصادي في فلسطين. وأضاف "هناك اهتمام متزايد بإمكانيات الاستثمار الواعدة في قطاعاتنا الاقتصادية، وأهمها الخدمات المالية والمصرفية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبنية التحتية، والزراعة، والسياحة. أما في سياق إطلاق مؤشر خاص بفلسطين ضمن مؤشرات ستاندرز آند بورز للأسواق الناشئة، قال جون ديفيز، نائب الرئيس في مجموعة مؤشرات أس أند بي داو جونز أن "إنشاء مؤشر مستقل بفلسطين يشكل دليلاً قوياً على أن هناك طلباً كبيراً للاستثمار في فلسطين، فنحن لا نبني مؤشرات ببساطة بل تتم بسبب الحاجة لها ولتلبية متطلبات عملائنا. وأشار ديفيز إلى دعائم إطلاق المؤشر الفلسطيني وأهمها أداء الشركات الداخلة ضمنه حيث بلغت نسبة عائدات المؤشر الفلسطيني 41% وهي إيجابية جداً بالمقارنة مع عائدات مؤشر البورصات العربية الأوسع والذي بلغ 24.5% وعائدات المؤشر العام ل أس اند بي (S&P500) بنسبة 30.2%.