تراجع مؤشر القدس في نهاية الأسبوع بنسبة ملحوظة وصلت إلى 3.52%، متداولاً عند أدنى مستوى له منذ 21 كانون الثاني من هذا العام. يأتي هذا الانخفاض وسط روتينية تراجع أسعار الشركات إثر توزيعها أرباح نقدية عن العام 2013، وما ينتج عنها من محاولات تغيير المراكز الاستثمارية بهدف استحقاق التوزيعات لتعظيم العائد الاستثماري. حيث تشهد أسهم الشركات الموّزعة انخفاضاً تلقائياً في الأيام التي تلي أحقيّة توزيع الأرباح بنسبة تقارب قيمة الربح المُقر توزيعه للسعر السوقي قبل التوزيع، مردّه العلمي أن سعر السهم الذي يحمل في طيّاته أرباح نقدية قبل اجتماع الهيئة العامة لا يكون معادلاً لسعر السهم الذي يحمل أرباحاً بعد إعلان استحقاق التوزيعات. في هذا السياق، يتعزز تباين مصالح المتداولين خلال هذه الفترة، فالمشتري للسهم في موجة التراجع- أي مخصوماً منه نسبة الأرباح الموزعة- قد تكون دوافعه مبنية على الأداء الفني التاريخي للسهم للفترة بين ما قبل وما بعد تاريخ إعلان التوزيع أو على مدى توقعات النمو في أرباح الشركة أو على ازدياد جاذبية المؤشرات السوقية للسهم المرتبطة بانخفاض سعره. أما البائع للسهم بسعر مخصوم منه قيمة التوزيع، فقد تعود أسباب قراره الاستثماري لتسييل موجوداته في هذه الشركة بهدف اقتناص سهم آخر ذو توزيعات قريبة أو أنه قد حقق مجمل عائد – أرباح نقدية ورأسمالية – مستهدف. في نهاية الأسبوع، أغلق مؤشر القدس عند المستوى 558.13 نقطة، متراجعاً عن أعلى إغلاق له خلال العام 2014 بنسبة 7.45% وعن معدّله البسيط للفترة ما نسبته 4.07%، فيما مرتفعاً عن أدنى مستوى له خلال العام الحالي بنسبة 2.71%.

في سياق استحقاق التوزيعات وأثرها، أقرت الهيئة العامة لشركة الاتصالات الفلسطينية PALTEL – أكبر شركة من حيث القيمة السوقية والأكثر تأثيراً في مؤشر القدس- في اجتماعها المنعقد في 26/03/2014، توزيع أرباح نقدية للمساهمين بنسبة 50% من القيمة الاسمية للسهم الواحد، وذلك بواقع توزيع نقدي بنسبة 40% عن أرباح العام 2013 إضافة إلى 10% كتوزيع نقدي استثنائي عن استثمارات الشركة خلال العام الماضي. حسب نسبة التوزيع المعتمدة، يسّجل عائد السهم حسب قيمته قبل الإقرار ما مقداره 7.94%. بالمقابل، تراجع سهم الشركة في جلسة التداول التي تلت اجتماع الهيئة بنسبة 7.46% وهي نسبة التذبذب القصوى له خلال الجلسة، مما يطفي بحالة من الترقب الشديد للمستويات السعرية للسهم في بداية الأسبوع القادم. وكمحصلة أداء أسبوعي، أغلق سهم بالتل عند المستوى 5.83 دينار منخفضاً بنسبة 7.02% عن إغلاقه الأسبوعي السابق إثر تداولات بلغت قيمتها 3.19 مليون دولار شكّلت ما نسبته 50% من مجمل قيمة تعاملات البورصة. على صعيد آخر وفي خلال اجتماع الهيئة العامة، أوضح صبيح المصري رئيس مجلس الإدارة أن النمو الثابت والمتواصل في الأداء المالي لشركات مجموعة الاتصالات، ناجمٌ عن الخطط المدروسة التي اتبعتها إدارة المجموعة لتنفيذ عملياتها، واتسمت بالمرونة من حيث التعامل مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، مع الالتزام بالاستجابة لاحتياجات وتطلعات السوق من جهة، ومصلحة مساهمي الشركة، والحفاظ على عوائدهم الاستثمارية من جهة أخرى.

في تداولات الأسبوع وفي سياق الأسهم القيادية، جاء سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار PADICO- أكبر شركة استثمارية من حيث القيمة السوقية-  بالمرتبة الثانية من حيث قيمة التداول، حين شكلت قيمة التعاملات على سهم الشركة ما نسبته 22.3% من المجمل، تراجع على إثرها بنسبة 1.69% مغلقاً عند المستوى 1.75 دولار، إثر تزايد وتيرة خروج صغار المضاربين وسط تباين أسس قرارات الاستثمار لاستحقاق التوزيعات خلال أيار. كما تراجع سهم بنك فلسطين BOP – أكبر بنك من حيث القيمة السوقية- بنسبة 0.93% حين أغلق عند المستوى 3.20 دولار بعد تعاملات بلغت قيمتها 0.74 مليون دولار. بعيداً عن التداولات، يتزايد الإعلان عن مواعيد إنعقاد اجتماعات مجالس إدارة الشركات لمناقشة استراتيجياتها بشأن توزيع الأرباح عن العام 2013. حتى نهاية أيام العمل للأسبوع، أقرّت ثلاثة شركات توزيعات الأرباح عن العام 2013، فيما أوصت 14 شركة أخرى بتوزيع الأرباح وحددت مواعيد لعقد اجتماعات الهيئات العامة. على صعيد آخر، سيشغل بند مناقشة البيانات المالية للربع الأول من العام 2014 أجندة اجتماعات مجالس الإدارة خلال هذه الفترة، حيث يمنح القانون 15 يوم للإفصاح عن نتائج أعمال الشركات للثلاثة أشهر الأولى من العام تبدأ من الأول من نيسان.