واصلت بورصة فلسطين تسجيل التراجعات الحادة وسط شح في التعاملات وسيطرة لجمود القوى الشرائية، ليخسر مؤشر القدس كما في نهاية الأسبوع ما نسبته 3.99% مقارنة بنهاية العام 2013، بعد أن كان قد سجّل مكاسب وصلت خلال العام 2014 إلى 11.37% إثر التفاؤل الذي استهلّ به العام. فيما كان قد بدأ المؤشر بالانحدار في بداية النصف الثاني من شهر آذار، مع دخول بورصة فلسطين في روتينية موسم اجتماعات الهيئات العامة للشركات المدرجة ورفع توصيات توزيع الأرباح، وما ينتج بإثرها من تنقلات للمستثمرين بهدف اقتناص استحقاق الأرباح لتعظيم العائد الاستثماري. ولكن سرعان ما بدأت أسباب أخرى تلقي بظلالها على طبيعة التعاملات في بورصة فلسطين، منها الوضع السياسي العام وما أدخل المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في مأزق، بعد أن كانت محفزاً أساسياً لانتعاش البورصة على مدى أشهر عديدة. أيضاً، ومع التعديلات على صعيد السياسة الاقتصادية، أضاف فرض ضريبة دخل بواقع 10% على توزيعات أرباح الشركات- رغم تأجيل تطبيقها للعام 2015- عقبة في طريق تحفيز النشاط في بورصة فلسطين، بل وأحبط محاولات جذب الاستثمار الخارجي وأثار حفيظة الاستثمار المحلي لما له من آثار سلبية جمّة.

فوسط حالة الجمود والتريّث، تراجع مؤشر القدس خلال الأسبوع بنسبة ملحوظة سجّلت ما مقداره 3.98%، لتضيف إلى خسائر شهر نيسان لتصل إلى 5.20% مقارنة مع نهاية شهر آذار. تأتي هذا التراجعات نتيجة الضغوطات البيعية مقابل الإحجام على العمليات الشرائية على الأسهم القيادية المؤثرة في المؤشر. فرغم البيانات المالية المتميزة والتوزيعات المجدية عن العام 2013 ومحفزات النمو للنتائج المالية والتشغيلية للعام 2014، يطغى على سلوك المتداولين نوعاً من الحذر الشديد مشوباً بالترقب لما قد تؤؤل له الأوضاع العامة في فلسطين، نظراً لارتباطها المباشر في القرارات الاستثمارية. على صعيد آخر، لا يخفى البتّة على المراقب والمحلل للمؤشرات السوقية لبورصة فلسطين والشركات المدرجة فيها جاذبية النسب التي تسجلّها حالياً مع التراجعات السعرية الحادة التي تشهدها البورصة. ففي هذا السياق، ومع انخفاض سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار PADICO عن أعلى مستوى سجّله خلال العام 2014 أي بنسبة 20.86% كما في نهاية الأسبوع، يعود سهم الشركة ليتداول عند مضاعف قيمة دفترية بواقع 0.88 مرة. أيضاّ، يتداول سهم شركة الاتصالات الفلسطينية PALTEL عند مضاعف ربحية بواقع 7.74 مرة  بعد أن تراجع بنسبة 20.24% عن أعلى مستوى سجله خلال العام 2014.

بعيداً عن الأداء السوقي، ومع دخول بورصة فلسطين المهلة القانونية لإفصاح الشركات المدرجة عن نتائج أعمالها للربع الأول من العام 2014، بدأت الإعلانات بالتوارد ولكن بوتيرة ضعيفة. حيث يمنح نظام الإفصاح الساري كل شركة مدرجة فترة شهر من انتهاء الربع الأول كحد أقصى للإعلان عن بياناتها. بذلك، من المتوقع تزايد وتيرة زخم الإفصاحات في الأسبوع الأخير من شهر نيسان. في هذا السياق، أفصحت شركة مصانع الزيوت النباتية VOIC عن تحقيقها صافي ربح خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام 2014 بواقع 1.03 مليون دينار مقابل 0.58 مليون دينار في الفترة المقابلة من العام 2013، بارتفاع بلغت نسبته 78% مدعوماً بنمو في ايرادات الشركة بواقع 54% والذي أدّى بدوره إلى تحسن ملحوظ في صافي الربح التشغيلي ليسجل هامش الربح التشغيلي ما مقداره 9.5%، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 74% في المصدر الأساسي لأرباح الشركة وهو حصتها من نتائج أعمال الشركة الحليفة – شركة المشروبات الوطنية- ، ليسجل بذلك هامش صافي الربح ما نسبته 89.8%. أيضاً، أعلنت الشركة العربية لصناعة الدهانات APC عن صافي ربح بمقدار 0.23 مليون دينار مقارنة بـ 0.19 مليون دينار في الربع الأول من العام 2013، بارتفاع قدره 19.61% مدعوماً بنمو في الايرادات بواقع 21.22%.