ضمن تعاملات متحفظة نسبياً، ارتد مؤشر القدس مرتفعاً خلال الأسبوع ليسجل مكاسب بنسبة 4.20%، منهياً بذلك موجة التراجعات الحادة التي بدأت منذ بضع أسابيع إثر المعطيات المستجدّة على صعيد السياسة والسياسة الاقتصادية، والتي بدورها كانت قد أضفت طابعاً سلبياً على السوق بشكل عام، الأمر الذي فتح باب الاحتمالات على مصراعيه حول التحركات المحتملة للمؤشر والسوق خلال الفترة المقبلة، والسيناريوهات حول مدى استمرار التراجعات وإلى أي مدى. عوّضت بورصة فلسطين خلال الأسبوع الخسائر التي منيت بها خلال شهري آذار ونيسان مع انحسار إرتباك صغار المستثمرين وبدء طغيان عوامل داخلية ذات تأثير إيجابي تتوازى مع الإفصاح المالي عن نتائج الربع الأول من العام 2014 في حين مما لا شك فيه أن المساهم الأكبر في ارتداد السوق كان المبدأ المتأصل في عودة المشترين مع هبوط الأسعار وتزايد جاذبيتها. ففي هذا السياق، قد تبني فئة من المتداولين حقيقة جاذبية أسعار الشركات – وخصوصاّ القيادية- بناءاّ على العائد المحقق خلال العام 2013، فيما قد تستند فئة أخرى إلى العوامل المحفزة لنمو أرباح الشركات للعام 2014. بكلتا الحالتين، تورد معظم أسهم الشركات حالياً لمؤشرات سوقية جذابة ومنافسة لأسهم شركات مثيلة في أسواق مالية قريبة ومحيطة. أما من حيث مؤشرات السيولة، وبالرغم من ضعفها النسبي وأرجحية استمرارها في نفس المستويات بالتوازي مع الأحداث العامة وبعض الغموض الذي يشوبها، يبقى زخم السيولة المؤسساتية والخارجية الزائر الغائب لنقلة نمو نوعية قد تغيّر من مؤشرات البورصة ككل.

ضمن المحفزات الداخلية التي تسود في بورصة فلسطين، تتزايد وتيرة الإفصاح من قبل الشركات المدرجة عن نتائج أعمالها للربع الأول من العام 2014. فيما يتعالى الترقب لما ستفصح عنه الشركات القيادية ذات القيمة السوقية العالية والأوزان المؤثرة في المؤشر والتدوير العالي. ضمن هذا السياق، أفصحت شركة فلسطين للاستثمار الصناعي PIIC – الذراع الاستثماري لباديكو القابضة في قطاع الصناعة والشركة الأم لشركة دواجن فلسطين- عن تحقيقها لأرباح صافية عائدة لمساهمي الشركة الأم بمقدار 0.96 مليون دينار في الثلاثة أشهر الأولى عن العام 2014. بارتفاع بلغت نسبته 69.22% عن الفترة المقابلة من العام 2013. جاء هذا الارتفاع إثر نمو في المبيعات بمقدار 38.64% رفع بدوره من هامش مجمل الربح والربح التشغيلي بشكل ملحوظ. بذلك ارتفعت القيمة الدفترية لسهم الشركة إلى 1.68 دينار، ليتداول السهم عند مضاعف قيمة دفترية بواقع 1.22 مرة. يذكر أن الهيئة العامة للشركة أقرّت في اجتماعها الذي عقدته بتاريخ 17/04/2014 توزيع أرباح نقدية بواقع 12% للمساهمين عن السنة المالية 2013، مسجّلة بذلك عائداً بمقدار 5.85% حسب آخر سعر سوقي للسهم. أما الشركة التابعة –شركة دواجن فلسطين AZIZA – فقد أفصحت عن صافي ربح بمقدار 1.04 مليون دينار في الربع الأول من العام 2014، مسجّلة ارتفاع بمقدار 86.10% عن الربع الأول من العام 2013 بدعم من نمو تشغيلي ملحوظ. بذلك تسجل القيمة الدفترية للسهم ما قيمته 1.88 دينار، فيما يتداول سهم الشركة عند مضاعف قيمة دفترية بواقع 1.60 مرة. أيضاً، أقرت الهيئة العامة للشركة بتاريخ 17/04/2014 توزيع أرباح نقدية للمساهمين بنسبة 12%، أي عائد على السهم من حيث سعره السوقي بمقدار 4.03%.

في قطاع البنوك والخدمات المالية، وفي إفصاح جاء بعد إفصاحات لم تخلو من نسب النمو الملحوظة على مدى أرباح سنوية عديدة، أشارت نتائج البنك الوطني TNB إلى تحقيق صافي ربح قبل الضرائب بمقدار 1.88 مليون دولار في الثلاثة أشهر الأولى من العام 2014، بارتفاع قدره 130.5% عن الفترة المقابلة من العام 2013. يأتي هذا إثر تحقيق نسب ارتفاع في كل من صافي ايرادات الفوائد والعمولات وأرباح عملات أجنبية وأرباح موجودات مالية. فيما يستمر سهم البنك تسجيل ارتفاعات في القيمة الدفترية بالتوازي مع تدوير الأرباح لتصل إلى 1.13 دولار كما في نهاية شهر آذار 2014، والذي بناءاً عليها يسجل السهم مضاعف قيمة دفترية بمقدار 1.06 مرة. أيضاً، أفصحت شركة سوق فلسطين للأوراق المالية PSE  - المشغل لبورصة فلسطين – عن تحقيقها أرباح صافية بمقدار 0.32 مليون دولار مقابل خسائر في الربع الأول من العام 2013. جاء تحقيق الأرباح إثر نمو في إيرادات عمولة التداول وتحويل الأوراق المالية والتي ارتفعت بدورها بنسبة 225% إثر نمو في قيم التداولات في البورصة بنسبة 228% في الربع الأول من العام 2014 والذي كان مردّه زيادة في نشاط التداولات وارتفاعات ملحوظة في القيمة السعرية لأسهم الشركات القيادية.