أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

الحراك السياسي واستقرار الحكومة وتدني أسعار الأسهم تثير اهتمام صناديق استثمار اوروبية وعربية في بورصة فلسطين

2007-10-07

رغم تراجع النشاط في سوق فلسطين للاوراق المالية الاسبوع الماضي الى حوالي 7ر21 مليون دولار، بعدما وصل الى حوالي 52 مليون دولار في الاسبوع السابق، الا انه ما زال مرتفاً الى حد كبير مقارنة مع حجم التعاملات الاسبوعية طوال العامين الماضيين، نتيجة استمرار عمليات الشراء من قبل محافظ محلية واجنبية، وخصوصا بريطانية، وذلك للاسبوع الرابع على التوالي.
وعلمت "الايام" ان اكبر عمليات الشراء تمت من قبل صندوق استثماري بريطاني، الذي جمع خلال ثلاثة اسابيع اكثر من 5ر3 مليون من اسهم شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، ضمن خطة استراتيجية لتملك حوالي 5% من رأسمال الشركة، الامر الذي يرجح استمرار الاقبال على اسهم الشركة خلال الفترة القادمة، خصوصاً ان التقييمات تظهر ان سعر سهم الشركة في السوق يتداول اقل بكثير من السعر العادل.
وكان ممثلون عن الصندوق البريطاني زاروا مقر شركة "بالتل" قبل اشهر وقدموا قائمة طويلة من الاسئلة، واجروا تحليلاً شاملاً لادائها وبياناتها المالية، ووصلوا الى نتيجة ان سعر السهم في السوق اقل بكثير من قيمته العادلة (الصندوق البريطاني قيم السعر العادل لسهم بالتل بين 7 و9 دنانير اردنية)، ما شكل قاعدة لقرار الصندوق البدء بشراء حصة 5% من رأسمالها.
وفي العادة، فان الصناديق تلجأ الى الشراء عبر صفقات يتم الاتفاق عليها خارج السوق وتنفذ عبرها، تجنباً لارتفاعات حادة في اسعار الاسهم، اضافة الى ان المعروض من الاسهم على شاشات التداول لا يكفي، فتلجأ الى الاتصال بكبار حملة الاسهم لترتيب صفقات تكون مجدية للطرفين.
وعلمت "الايام" ان الادارة التنفيذية لـ "بالتل" تلقت خلال الايام الاخيرة قائمة طويلة من الاسئلة من صناديق استثمارية اجنبية اخرى، تستعد فيما يبدو لدخول البورصة الفلسطينية.
وحققت الشركة ارباحا بلغت قيمتها حوالي 75ر27 مليون دينار اردني في النصف الثاني من العام، ويتوقع ان ترتفع ارباح الشركة في الربع الثالث، حيث قامت الشركة في الاشهر الثلاثة الماضية بمراجعة جذرية لتكلفة خدماتها ومصاريفها واعادة هيكلة في الشركة بما يضمن فاعلية ايصال خدماتها للمشتركين، اضافة الى جهود مكثفة لاطلاق خدمات جديدة، ستظهر آثارها المالية في نتائج الربع الثالث.
ومن اللافت ان مصدر الاسهم التي اشتراها الصندوق البريطاني كان البنوك، منها مليون سهم من البنك العربي ومليون سهم اخرى من بنك القاهرة عمان، و13 الف سهم من بنك الاستثمار الفلسطيني، اضافة الى 5ر1 مليون سهم من حصة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو"، وجميعهم اعضاء في مجلس ادارة "بالتل".
وفسر مصدر مطلع إقدام البنوك على بيع جزء من حصصها في "بالتل" برغبتها في تسجيل ارباح ضمن نتائجها للربع الثالث من العام الحالي، خصوصاً بعدما شهد اداؤها تراجعاً خلال الاشهر الماضي بسبب الاوضاع السياسية.
وقال المصدر: خلال الاشهر الستة الماضية عانت البنوك من ازمة، حيث اضطرت الى حجز مخصصات لمقابلة الاقساط المستحقة من قروض الموظفين، وعانت بشكل كبير من تدني الدخل، وعندما حانت الفرصة لتحقيق ارباح فانها لمم تتأخر، علماً انها تملكت سهم "بالتل" بسعر التكلفة (دينار واحد للسهم)، بل اقل من ذلك بسبب عمليات توزيع الارباح التي قامت بها الشركة حتى الآن، سواء على شكل أسهم مجانية ام نقداً.
اضافة الى ذلك، فان البنك المركزي الاردني وضع خطة لخفض المحافظ الاستثمارية لدى البنوك الاردنية، ولذلك فقد وجدت هذه البنوك في رغبة صناديق اجنبية بالشراء فرصة ذهبية لتحقيق ارباح وتسجيلها ضمن بياناتها المالية للربع الثالث.
الصندوق البريطاني لم يكن الصندوق الاجنبي الوحيد الذي دخل الى السوق الفلسطينية في الاسابيع الثلاثة الماضية، اذ دخل ايضا عدد من الصناديق الاجنبية والعربية، وتركزت عمليات الشراء على اسهم قيادية من بينها، اضافة الى "بالتل"، سهما "باديكو" وفلسطين للاستثمار العقاري "بريكو"، حيث يشهد سهم الاخيرة عمليات شراء متواصلة للاسبوع الرابع على التوالي من قبل شركة بيت الاستثمار العالمي "غلوبل" الكويتية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ "باديكو" الدكتور فاروق زعيتر ان خمسة صناديق اوروبية، وخصوصاً بريطانية، واميركية دخلت الى البورصة الفلسطينية خلال الاسابيع الاخيرة.
واعتبر زعيتر ان هذا الاهتمام من قبل الصناديق الاجنبية بالسوق الفلسطينية يعكس تفاؤلاً بنتائج التحركات السياسية الجارية في المنطقة.
وقال: السياسة والاقتصاد متلازمان، ويبدو في الافق ان هناك احتمالاً بالوصول الى نتائج ايجابية في المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية. تصريحات المسؤولين، الاميركيين والدوليين، تبدو ايجابية وهناك توقعات بانفراج سياسي، وعليه فقد شهدت السوق الفلسطينية في الفترة والاخيرة اقبالاً من مستثمرين عالميين، سواء بريطانيين واوروبيين او اميركيين او عرباً، على عدد مختار من اسهم الشركات، اضافة الى ان هناك عدداً كبيراً من الشركات العاملة في الاراضي الفلسطينية موجوداتها تنمو باضطراد، خصوصا في قطاع العقارات.
وتوقع زعيتر استمرار عمليات الشراء في السوق الفلسطينية من قبل صناديق خارجية خلال الايام القادمة، مع بدء الشركات المدرجة بالافصاح عن نتائج اعمالها للربع الثالث من العام الحالي، المتوقع ان تكون افضل من الربعين الاول والثاني "وهذا عامل اضافي داعم لنشاط البورصة".
من جهته، حدد رئيس دائرة المحاسبة في جامعة بيرزيت الخبير المالي د. عدنان ابو الحمص ثلاثة عوامل ساهمت في تشجيع الصناديق الخارجية على الدخول في بورصة فلسطين، اهمها "الانخفاض الكبير في اسعار الاسهم الفلسطينية، خصوصا القيادية منها، الى مستويات مغرية جدا للشراء، حيث ان الكثير من هذه الاسهم تتدوال في السوق باقل من قيمتها الدفترية، والتحركات السياسية في المنطقة والآمال بنتائج ايجابية للمؤتمر الدولي في الخريف، واستقرار حكومة سلام فياض واثباتها القدرة على الاستمرار في دفع التزاماتها المالية خصوصا رواتب الموظفين ومستحقاتهم، اضافة الى استمرار الشركات في تحقيق ارباح جيدة مقارنة مع اسعار اسهمها في السوق".
وعلى صعيد المؤشرات المالية للشركات، خصوصا تلك التي شكلت محط انظار الصناديق الخارجية في الفترة الاخيرة، قال ابو الحمص "بعض هذه الشركات حققت ارباحا جيدة في النصف الاول من العام في حين ان اسهمها تتداول في السوق باقل من السعر العادل، وحتى اقل من القيمة الدفترية، ما ساهم في زيادة الاقبال على اسهمها".
واضاف: على سبيل المثال، فان ارباح الاتصالات في النصف الاول من العام الحالي بلغت حوالي 28 مليون دينار، واجمالي موجوداتها وصل الى حوالي 394 مليون دينار، واجمالي المطلوبات حوالي 5ر154 مليون دينار، وحقوق المساهمين حوالي 3ر239 مليون دينار.
اما "باديكو"، فقد حققت ارباحا قيمتها حوالي 2ر20 مليون دولار في النصف الاول من العام الحالي، واجمال موجوداتها وصل في نهاية النصف الاول الى حوالي 438 مليون دولار، واجمالي المطلوبات حوالي 122 مليون دينار، وحقوق المساهمين حوالي 316 مليون دولار، في حين ان "بريكو" حققت ارباحاً صافية بلغت حوالي 5ر670 الف دينار، واجمالي موجوداتها حوالي 63 مليون دينار، واجمالي المطلوبات حوالي 8ر3 مليون دينار، وحقوق المساهمين حوالي 3ر59 مليون دينار.
وتوقع ابو الحمص ان تظهر بيانات الربع الثالث من العام الحالي نتائج افضل للشركات مقارنة مع الربعين الاول والثاني "وأتوقع ان يشكل الربع الثالث نقطة انطلاق جديدة لهذه الشركات