أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

فيض السحوبات ادى الى النقص في الشيكل, المستشار الاقتصادي لهنية :نفاد النقد من بنوك غزة بسبب المقاطعة الاسرائيلية

2007-10-17
 ذكر علاء الاعرج المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية الاسبوع الماضي ان بنوك غزة قد نفد منها النقد. ويأتي هذا النقص النقدي في اعقاب قرار من بنوك تجارية اسرائيلية بوقف جميع التعاملات مع فروع البنوك الفلسطينية في قطاع غزة التي تديرها حماس.
وقال الاعرج »لقد رد الناس بسحب ودائعهم« وادى فيض السحوبات الى النقص النقدي.
وفي اواخر الاسبوع الماضي ، سمحت اسرائيل بادخال بعض النقود الى غزة لتخفيف الازمة ، وفقا لمدير بنك في غزة طلب عدم الكشف عن هويته.
واعرب محللون اقتصاديون عن اعتقادهم بأن هناك ما يكفي من النقد في غزة لتلبية الاحتياجات الحالية.
وكانت اسرائيل اعلنت قطاع غزة كيانا معاديا ودفعت المخاوف القانونية من التعامل مع بنوك في منطقة تسيطر عليها مجموعة تعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية - البنوك الاسرائيلية لقطع علاقاتها مع البنوك في القطاع.
ومنذ استيلاء حماس على غزة في حزيران الماضي ، اغلقت اسرائيل المعابر الرئيسية من والى القطاع امام الحركة العادية ، وسمحت فقط بمرور امدادات اساسية عن طريق معابر ثانوية ومنعت اية صادرات.
واضاف قرار البنوك الاسرائيلية الى الضغط السياسي والاقتصادي على حماس من قبل اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وفي بيان له الاسبوع الماضي ، قال بنك »ديسكونت« انه قرر انهاء جميع نشاطاته مع البنوك المرتبطة بغزة وجميع فروع البنوك التي مقرها في القطاع ، واضاف ان القرار يأتي في ظل اعلان الحكومة الاسرائيلية اعتبار غزة كيانا معاديا.
وبنك »هبوعليم« هو البنك الاسرائيلي الاخر الذي كان يتعامل مع فروع البنوك في غزة ، قد اصدر اعلانا مماثلا في 25 ايلول ، ولكن مسؤولين مصرفيين في غزة ومتحدثا رسميا اسرائيليا قالوا ان السياسة الجديدة لم تطبق بعد.
وكان الآلاف من عمال وموظفي القطاع العام في غزة تلقوا رواتبهم في بداية تشرين الاول الجاري حيث تمكنوا من شراء الطعام لعيد الفطر السعيد.
ولكن دفع هذه الرواتب ساهم في نقص العملة في بنوك غزة ، وقد طلب من مواطنين جاؤوا لسحب النقود ان يعودوا بعد العيد.
وقام حشد من الاشخاص الغاضبين باحراق صراف آلي تابع لفرع البنك العربي وسط غزة ، بعد ان قيل لهم انه لم تبق عملة اسرائيلية.
ويعتبر الشيكل الاسرائيلي العملة الرسمية في الاراضي الفلسطينية ، طبقا للاتفاقيات الاقتصادية المتصلة بتفاهمات اوسلو ، في منتصف التسعينيات ، وتستخدم عملات اخرى من الدينار الاردني والدولار الامريكي بدرجة ما . ولكن اقتصاد غزة يعتمد على الشيكل ، الذي يجب ان تقوم اسرائيل بتزويده.
وعادة ، ترسل اسرائيل لملئها بالعملة الاسرائيلية ، وقال شلومو درور ، وهوم متحدث باسم وكالة حكومية اسرائيلية تتعامل مع الفلسطينيين ان اسرائيل توفر العملة للبنوك الفلسطينية في الضفة الغربية. وان السلطة الفلسطينية تقوم بعدها بنقل الاموال الى غزة عبر مناطق اسرائيل بالتنسيق مع السلطات الاسرائيلية ، واشار درور الى ان معبر ايريز كان يغلق بشكل متكرر بسبب هجمات الصواريخ والقذائف من قبل ناشطين فلسطينيين.
ووفقا لمسؤولين في غزة فإن الاموال التي وصلت قبيل عيد الفطر كانت الاولى التي تمر منذ ثلاثة اسابيع.
وقال المحلل الاقتصادي محمد قرش انه ما يزال هناك حاليا نحو 500 مليون شيكل تتداول في غزة ، وهي كافية لتلبية الاحتياجات الحالية. واضاف ان النقص الذي شهدته البنوك كان سببه الشك والخوف من الغد ، إثر اعلان بنك هبوعليم الذي دفع الناس الى سحب مبالغ كبيرة من النقود.
وقال قرش »الشيكل لا يمكن ان يختفي ، فهذا لن يكون في مصلحة اسرائيل«.
وقال الاعرج »على المدى الطويل ، فإن بنك اسرائيل يمكن ان يزود غزة بالعملة، واضاف انه كبديل ، يمكن لبنك فلسطين الرئيسي تنفيذ التعاملات مع البنوك التجارية الاسرائيلية عبر فروعه في الضفة ثم يقوم بدوره بالتعامل مع غزة.وكملجأ اخير يمكن لغزة ان تنظر في مسألة اصدار عملتها الخاصة . واضاف على سبيل السخرية انه يمكن العودة للمقايضة.
وبعد اربعة اشهر من استيلاء حماس على القطاع ، فإن الضغط الاقتصادي على الحركة يبدو انه له بعض الاثر.
وفي خطبة في احد المساجد بعد الصلاة قبل اسبوع ،قال هنية فيما اعتبره الكثيرون نغمة تصالحية ان حكم حماس لغزة مؤقت وان حماس وافقت على الدخول في حوار مع فتح في احدى العواصم العربية بعد عيد الفطر.
وكان الرئيس عباس استبعد اي حوار رسمي مع حماس قبل موافقة الاخيرة اولا على التراجع عن انقلابها واعادة قطاع غزة الى وضعه السابق.
ونفى نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس ، وجود اي ترتيبات لحوار مع حماس بعد عيد الفطر.