بحث الدكتور عمر كتانة، رئيس سلطة الطاقة والـموارد الطبيعية، مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الـمفوضية الأوروبية بنيتيا فالدنر، احتياجات الأراضي الفلسطينية من مشاريع الطاقة التقليدية وغير التقليدية (الطاقة البديلة) الـمعتمدة على طاقتي الشمس والرياح.
وأكد كتانة الذي التقى فالدنر على هامش مشاركته في مؤتمر الطاقة الدولي للدول الشرق أوسطية والأوروبية والإفريقية، الذي عقد، الخميس الـماضي، في منتجع شرم الشيخ، أهمية القضايا التي بحثها الـمشاركون في الـمؤتمر على مستوى تعزيز التعاون الـمشترك في قطاع الطاقة.
وأوضح كتانة في حديث لـِ"الأيام": أن الـمسؤولة الأوروبية وعدت بتفعيل مستوى الدعم الأوروبي الـموجّه لتمويل مشاريع الطاقة، والعمل على زيادة الـمساعدات الأوروبية الـمقدمة لدعم احتياجات الفلسطينيين من الكهرباء والطاقة البديلة، وذلك إضافة إلى ما يقدمه الاتحاد الأوروبي من تمويل لقيمة الوقود الواردة لـمحطة غزة لتوليد الكهرباء.
وقدّم كتانة خلال الـمؤتمر كلـمة استعرض خلالها واقع قطاع الطاقة في الأراضي الفلسطينية، والاحتياجات الـملحة لتعزيز هذا القطاع في ظل القيود الإسرائيلية الجديدة، التي طالت خفض كمية الوقود والطاقة الواردة إلى قطاع غزة.
ودعا الدول الـمشاركة في الـمؤتمر الـمذكور، إلى رفد قطاع الطاقة بمشاريع جديدة "صغيرة" في الضفة والقطاع، تعتمد على توفير الطاقة البديلة من الشمس والرياح، أسوة بمشروع الطاقة البديلة الذي يجري العمل على تنفيذه في مدينة أريحا.
كما تطرق في كلـمته إلى احتياجات الـمناطق الريفية والقروية في الضفة الغربية إلى مشاريع الطاقة، وتطوير شبكات الكهرباء القائمة فعلياً في بعض قرى الضفة، والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل.
وشدد على أهمية تطوير مستوى الدعم الفني اللازم لإعادة تأهيل القدرات الفنية، من خلال رفدها بالخبرات والدورات التدريبية الـمتخصصة، والعمل على تقديم الدعم الـمباشر لـما تضمنته خطة سلطة الطاقة من مشاريع وبرامج مختلفة تستهدف بمجملها العام النهوض بقطاع الطاقة.
وبيّن أن العديد من الدول الـمشاركة بادرت بدعوة سلطة الطاقة للـمشاركة في فعاليات دولية تنظم في بلداتها خلال الفترة الـمقبلة، لافتاً إلى ما أولاه الـمشاركون من اهتمام في بحث ودراسة فرص دعم احتياجات الطاقة في الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، بحث كتانة ووزير الكهرباء الـمصري حسن يونس، مشروع الربط الكهربائي بين القطاع والأراضي الـمصرية، الذي يموله البنك الإسلامي للتنمية بقيمة 32 مليون دولار.
وتوقع أن يتم خلال الشهر الحالي عقد اجتماع بين الجانبين الفلسطيني والـمصري، للاتفاق على طرح عطاءات الـمشروع، وذلك بحضور الأطراف الـممولة للـمشروع.
كما بحث كتانة مع وزير البترول الـمصري سامح فهمي، مشروع تزويد قطاع غزة بالغاز، مؤكداً أن الوزيرين أبديا استعداداً تاماً لتذليل كافة العراقيل التي تواجه مشاريع الطاقة والكهرباء الـمشتركة بين الجانبين، والعمل على تنفيذها عندما يسمح الوضع في قطاع غزة بذلك.
وطالب كتانة الجانب الإسرائيلي بالتراجع عما اتخذه مؤخراً من إجراءات عقابية غير مبررة، شملت خفض وتقليص كمية الوقود والطاقة الواردة إلى قطاع غزة، معتبراً أن تلك الإجراءات شكلت انتهاكاً للاتفاقات الـموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفي سياق متصل، كانت فالدنر أكدت في تصريح صحافي مؤخراً، اعتزام الاتحاد الأوروبي تقديم الـمزيد من الـمساعدات للجانب الفلسطيني، مؤكدة أن العام الحالي سيكون أكثر الأعوام إنفاقاً على الـمساعدة الأوروبية الإنسانية والتنموية الـمقدمة للفلسطينيين.
وأوضحت أن الـمفوضية قدمت منذ بداية العام الحالي نحو 450 مليون يورو، ومن الـمتوقع إنفاق مائة مليون يورو إضافية حتى نهاية العام، علاوة على قيام بعض دول الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات بشكل ثنائي وبمبالغ مماثلة تقريباً.