ارتفعت أصوات ودعوات المتعطلين عن العمل لتوفير فرص عمل لهم، وإنقاذ أسرهم من خطر الجوع الذي يتهددها.
وناشد العشرات من العمال الذين تجمعوا أمام أحد المكاتب الحكومية في مدينة غزة، المسؤولين توفير فرص عمل لهم أو مساعدات إغاثية فورية، مؤكدين أن أوضاعهم الاقتصادية والمادية صعبة جداً.
وعبر المواطن علي الهيلماني عن سخطه مما أسماه عدم اكتراث المسؤولين بمأساته ومأساة المتعطلين عن العمل، مشيرا إلى عدم مقدرته على تدبر أمور أسرته منذ أكثر من شهر.
وتساءل: من ينقذنا من فلتان الأسعار وخطر الفقر والمجاعة.
وقال، إنه للمرة الأولى في حياته يتعرض لمجاعة حقيقية، وأقسم أن زوجته لم تطبخ طيلة الأسبوعين الماضيين، لعدم مقدرته على توفير اللحوم.
وقال، إن أكل أسرته طيلة الفترة الماضية اقتصر على الطعام الخفيف غير المكلف، كالزعتر والدقة والزيتون والمجدرة.
وأدان الشاب تيسير الراجي ما أسماه تحيز الحكومتين لشريحة معينة من الشعب على حساب شريحة الفقراء والعمال، متسائلاً: ما الفرق بينه كعاطل عن العمل والموظف الذي يتقاضى راتبه؟
وتساءل الراجي مرة أخرى: هل هذه العدالة الاجتماعية التي بشرنا بها؟ ومتى سيتنبه المسؤولون للكارثة التي ستحل قريبا، عندما تفرغ الجيوب من آخر شيكل؟
الاستعداد للتعامل مع الجوعى
وطالب السلطة بالاستعداد للتعامل مع جوعى خلال الأيام القادمة، مشيراً إلى أن غالبية المواطنين باعوا كل ما يمتلكونه، من أموال ومجوهرات وبدائل يمكن أن يبيعوها من أجل توفير لقمة العيش.
وأشار إلى أنه لم يحصل على أي شيكل منذ تعطله عن العمل بعد أن توقفت شركته عن العمل قبل أربعة أشهر بسبب نفاد المواد الخام، مؤكدا أنه طرق جميع الأبواب من أجل الحصول على فرصة عمل، لكن دون جدوى.
بدوره، دعا المواطن المسن إبراهيم الحوتي المسؤولين إلى الانتباه لما يجري في منازل وحياة المواطنين، بدلا من الانجرار إلى مربعات لا تفيد الشعب بأي شيء.
وطالب السلطة بصرف مساعدات عاجلة ودائمة للمتعطلين، أسوة بالموظفين.
وقال، إنه للمرة الأولى يشعر بأن فلسطين أصبحت كالصومال، معرباً عن مخاوفه من عدم قدرته على توفير لقمة العيش لأحفاده اليتامى.
من جانبها، بدأت وزارة العمل في الحكومة المقالة منذ مطلع الشهر الجاري، بتنفيذ مشروع تشغيل الأيدي العاملة الذي أعلنت عنه قبل عدة أسابيع.
وقال المهندس زياد الظاظا وزير العمل المقال، إن وزارته شرعت منذ عدة أيام بتشغيل مئات من المتعطلين عن العمل من مختلف الفئات، في أماكن تشغيلية مختلفة.
ولفت الظاظا خلال حديث لـ"الأيام"، إلى أن المنتفعين الذين سيعملون لفترة مؤقتة لا تتجاوز عدة أشهر، وزعوا على وزارات وبلديات ومناطق المستوطنات المخلاة، مؤكدا أن الوزارة ستستمر في تنفيذ المشروع بحسب حاجة المؤسسات والهيئات.

استيعاب عاطلين عن العمل
وقال، إن العمل مفتوح في كل المجالات الإنتاجية والوظيفية، مشيرا إلى أن وزارته وضعت خطة لاستيعاب أعداد كبيرة من المتعطلين عن العمل.
وأوضح الظاظا أن المشروع ممول من استقطاعات بقيمة 5% من رواتب الموظفين الذين يتلقون رواتبهم من الحكومة المقالة، بالإضافة إلى دعم مباشر من الحكومة نفسها بقيمة 5ر1 مليون دولار.
واعتبر أن المشروع بديل عن مشروع صرف المساعدات والمنح النقدية للمتعطلين، الذي نفذته الحكومة المقالة خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف، إن المشروع يهدف إلى محاربة البطالة المنتشرة في القطاع، مؤكداً قدرة الحكومة المقالة على تسديد رواتب العاملين فيه.
وبين الظاظا أن معدل المردود المادي الشهري للمنتفعين سيكون ألف شيكل على الأقل، لافتا إلى أن الوزارة أخذت بعين الاعتبار تشغيل أعداد كبيرة من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال: إن آلية اختيار المنتفعين تتم عبر مكاتب وزارة العمل المنتشرة في كل مناطق القطاع، بصورة شفافة وحسب حاجة الجهة المتقدمة.