سعى رجال أعمال ومسؤولون حكوميون مشاركون في منتدى جدة الاقتصادي، الى جذب مستثمرين عرب وخليجيين للاستثمار في الأراضي الفلسطينية، بعد أن أكدوا أن جدوى الاستثمار في فلسطين كبيرة وقائمة، رغم الظروف السياسية السائدة.
وأعرب كمال حسونة، وزير الاقتصاد الوطني، عن امله بأن يتبنى رجال أعمال سعوديون إنشاء 3 مدن صناعية جديدة في فلسطين، وقال: "لدينا دراسات جدوى لثلاث مدن فلسطينية جديدة نسعى لإقامتها، وسنعرضها على رجال الأعمال السعوديين، بهدف مساعدتنا في تشييدها، حيث نأمل الاستفادة من الخبرات السعودية، التي تشيد الآن مدينة الملك عبد الله بن العزيز الاقتصادية في رابغ، وكذلك نأمل الاستفادة من رأس المال السعودي في ظل الحماس الموجود لدى رجال الأعمال للاستثمار في الخارج".
وقال حسونة "رسالتنا التي جئنا نحملها إلى رجال الأعمال السعوديين عبر أحد أشهر المنتديات في العالم هي التأكيد على أن فلسطين تملك فرصاً استثمارية كبيرة لا تقل عن الفرص الموجودة في آسيا وأفريقيا، وهدفنا أن نقول لهم ينبغي ألا تهملوا فلسطين، ولا تنتظروا حتى يحدث الحل السياسي ويتم فك الحصار عليها، وعليكم المبادرة ومساعدتها الآن من خلال إقامة بعض المشاريع المهمة التي تساهم في تخفيف المعاناة عن هذا الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال".

دعوة للمشاركة في مؤتمر بيت لحم
ودعا حسونة المستثمرين العرب للاستثمار في فلسطين والمشاركة في مؤتمر بيت لحم، كاشفاً عن أنه جار العمل لإيجاد الترتيبات، التي تمكن المستثمرين من الدخول الى فلسطين دون أن تختم جوازات سفرهم بالختم الإسرائيلي، مشيراً إلى أن وفوداً عربية وخليجية ووفوداً أوروبية ومن أميركا اللاتينية ستشارك في مؤتمر بيت لحم.
وقال: إن هناك هيئة منظمة تتولى عملية دخول الوفود وتنسق عملية مشاركتهم دون مشاكل.
وشكر حسونة، باسم الحكومة، الحكومة السعودية على دعمها المتواصل للسلطة الفلسطينية، وقال: "إن الحكومة السعودية تعهدت بتقديم 550 مليون دولار للشعب الفلسطيني خلال السنوات الثلاث المقبلة".
وأشار إلى أن "مصر قامت بدور الشقيقة الكبرى، وساهمت في تخفيف العبء علينا، لكننا نرفض أن تبقى الحدود مفتوحة بطريقة عشوائية، وهناك مفاوضات بين الجانبين من أجل تنظيم دخول البضائع والمواد الغذائية من مصر، كما أن هناك اتفاقاً لإقامة شبكة كهرباء بكلفة 5 مليارات دولار حتى تضاء غزة عن طريق شبه جزيرة سيناء".
ويرى مراقبون أن مشاركة فلسطين في منتدى جدة متميزة، فمن ناحية فإن فلسطين تشارك فيه على أعلى مستوياتها السياسية ممثلة برئيس الوزراء د. سلام فياض وعدد من رجال الأعمال، ومن ناحية ثانية، فإن مجموعة الاتصالات الفلسطينية هي احدى الشركات الراعية للمنتدى.
وفي هذا الصدد، قال د. عبد المالك جابر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات "إن هناك جوانب كثيرة ايجابية وان وجود القلاقل والمشاكل ليس حصراً في فلسطين، فهناك دول فيها مشاكل، ولكن فيها أيضاً استثمار مثل العراق ولبنان وافغانستان وكينيا وغيرها".
وأضاف: "نحن نعلم أن هناك الكثير من رجال الأعمال والمستثمرين يستثمرون في هذه البلاد حتى أن جريس سورس، أحد المستثمرين العرب ذهب للاستثمار في كوريا الشمالية، وأقام شركة اتصالات وكذلك في العراق".
وقال جابر: "الإعداد لهذا المؤتمر بدأ منذ بضعة أشهر، حيث طرحنا على سامي بحراوي، رئيس المنتدى لمناقشة طرح ان تكون مجموعة الاتصالات الفلسطينية احد الرعاة للمنتدى فكان رد فعله متفاجئاً حيث الحالة الذهنية الموجودة عند العرب والمسلمين ان فلسطين تعيش حرب وفقر وجوع وهي دولة محتلة متلقية للدعم والمساعدات، إذ من يذكر فلسطين لا يخطر في باله الاستثمار، وان هناك فرصاً استثمارية فيها وان هناك جامعات ومعاهد وكليات ومصانع حديثة واقتصادا يعمل رغم المعوقات".
واضاف "المشاركة الفلسطينية في المؤتمر تأتي من اجل التعرف والتعريف بفلسطين بوجهها المشرق وصورتها الثانية المحجوبة عن العالم؛ فلسطين المستقبل والاستثمار والابداع والتطور وقصص النجاح المشرقة".
ويشير رجال الاعمال الفلسطينيون الى ان ثمة ميزات في الاقتصاد الفلسطيني برغم جميع العراقيل القائمة، منوهين بشكل خاص الى اتفاقيات التجارة الحرة وصناديق ضمان الاستثمار.

70 صندوقاً استثمارياً
في فلسطين
واشار جابر الى ان هناك نحو 70 صندوقا استثماريا اميركيا وبريطانياً تستثمر في السوق المالية الفلسطينية، وقال "الاستثمار في فلسطين ليس مرتبطا بوجود المستثمر شخصياً في فلسطين، حيث ان جزءاً من الشركات مدرجة في السوق المالية الفلسطينية ومدرج في الأسواق العربية مثل شركة الاتصالات الفلسطينية مدرجة في السوق المالية الفلسطينية وفي سوق ابو ظبي للأوراق المالية".
واضاف "الشركات الخليجية، وخاصة السعودية، تستطيع العمل في فلسطين من خلال طواقمها الأجنبية والخبرات الفلسطينية والعربية التي تعمل فيها"، مستشهدا بالشركة الوطنية الكويتية التي استثمرت في فلسطين من خلال طواقمها، مشيراً الى ان مسألة دخول الاشقاء العرب والمسلمين الذين يرغبون في الدخول الى فلسطين والعمل شخصياً فيها ستحل.
واضاف "نحن نريد ان ينظر الى الفرص الاستثمارية بأبعاد اقتصادية مجردة، خاصة انه عندما يتم التحليل على اساس اقتصادي مجرد تكون النتيجة ايجابية".
وأوضح جابر ان الوضع في فلسطين لا يختلف عن أوضاع الكثير من دول العالم التي أوضاعها غير مستقرة وفيها مشاكل، ولكن المستثمر يدرس الفرصة إذا كانت المكاسب والمنافع تفوق المخاطر يقدم عليها عندما يجري بناء شركات كبيرة في العراق وكينيا وغيرها من الدول، مشيرا الى ان صفة عدم الاستقرار موجودة في اكثر من دولة.
وقال "عدم الاستقرار يجب ان لا يكون عائقاً امام دخول المستثمرين العرب الى فلسطين، وهناك فرص استثمار كثيرة ومتنوعة وبإمكان المستثمرين العرب الاستفادة من النافذة المفتوحة الان في فلسطين"، مشددا على انه لا يوجد أي خلافات بين الفصائل والحركات الفلسطينية على ضرورة تشجيع ومساندة كل المستثمرين في فلسطين. واضاف "ان البيئة مواتية من حيث تقبل الشارع الفلسطيني، وكل الفصائل والحكومة ووجود فرص فريدة في فلسطين".
ونوه جابر الى ان "نسبة البطالة في قطاع غزة تزيد على 45%، كما ان نسبة الفقر بلغت 85%، والوضع الاقتصادي في غزة معطل بالكامل، بيد ان هناك شركات ومشاريع ناجحة ومتطورة وتصدر الى الاتحاد الأوروبي وللقليل من الدول العربية".

فلسطين أرض
للفرص الاستثمارية
وقال جابر، الذي شكر السعودية ملك وحكومة وشعباً "ان هناك مجالا آخر للدعم في نفس الأهمية ان لم يكن اهم وهو العلاقة الاستثمارية والشراكة الاستراتيجية والنظر الى فلسطين، ليس فقط ارض مشاكل واقتتال، وانما ارض فرص، والاستثمار مجد فيها، وعلى المستثمرين العرب والخليجيين ان يستثمروا في فلسطين ويحققوا ارباحاً وفي نفس الوقت يرضون الله تعالى".
وفي هذا الصدد، فقد انتقد جابر الفضائيات التي تركز بصورة دائمة على السلبيات، ولا تخصص أي حيز لقصص النجاح الكثيرة التي تم تحقيقها في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يغطي الجانب المشرق والأمل والتحسينات والانجازات التي تحققت سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص.
ونوه الى جائزة فلسطين للإبداع التي شارك فيها 350 مبدعا فلسطينيا، حيث فاز بها 12 مبدعاً، كل منهم يصلح ان يكون نموذجا ومحور قصة معبرة".

قصص تميز وإبداع
وقال: ان هناك العشرات من قصص التميز والإبداع في فلسطين التي يجب ان يفتخر بها كل عربي ومسلم بالرغم من القهر والمشاكل الموجودة .
ومع ذلك، فقد نوه جابر ايضاً الى التحديات، وقال "شركة الاتصالات في فلسطين تعيش أكبر معاناة يمكن أن تعيشها شركة اتصال في العالم، نحن الشركة الوحيدة في المعمورة التي يعيش مشتركوها في بلد، وتبقى معداتها في بلد آخر، حيث إن سلطات الاحتلال تمنع دخول معدات شركتنا، ما يضطرنا إلى إبقائها في لندن، رغم أن مشتركينا كلهم في الضفة الغربية وغزة" ومع ذلك قال "رغم المعاناة الكبيرة التي نعيشها في الداخل والخارج فنحن نتبنى مؤسسة اجتماعية ممولة بالكامل من شركة الاتصالات الفلسطينية ونحاول تخفيف المشاكل والمعوقات الكثيرة التي تواجه أهلنا".
ونفى عبد المالك جابر وجود اي ابتزاز للمستثمرين، وقال "ان هذه كانت بعض الممارسات التي أصبحت من الماضي، فاليوم لا يوجد أي تدخل أو ابتزاز والوضع أفضل بكثير، ونحن نستثمر في فلسطين والسعودية وفي جورجيا ورواندي وبربادوس والولايات المتحدة".
واضاف "لقد أسسنا العديد من الشركات وهي تربح وتحقق نجاحات وتطور مستمر ولا نتعرض لأي شكل من أشكال الابتزاز بكل صراحة وتجرد وبإمكان أي مستثمر عربي ان يفحص ذلك".

تواصل فعاليات المؤتمر
وتتواصل فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى جدة الاقتصادي بحضور 3000 مشارك وأكثر من 60 شخصية اقتصادية واجتماعية عالمية بينها سياسيون ورجال اعمال فلسطينيون، حيث من المقرر ان يختتم المنتدى اعماله يوم غد.
ولخص منتدى جدة الاقتصادي في نسخته التاسعة خمسة عشر قرناً من التحالفات والشراكات التجارية في الجلسة الأولى للمنتدى الذي انطلقت فعالياته صباح امس (الأحد) تحت عنوان "من البيت إلى العالم" بمركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات، فيما اتفق المتحدثون على أهمية إعادة التفكير في مفهوم العقار والمراكز الحضرية وضرورة انسجام الجمال بالوظيفة ومزاوجة التراث بالحداثة .
وتحدث في الجلسة الافتتاحية من اعمال المؤتمر كل من حارس سلازيك رئيس البوسنة، وسمو الأمير تركي الفيصل، ورئيس الوزراء د. سلام فياض، فيما قدم للجلسة المذيع ومقدم البرامج المعروف الأستر ستيروت .
وناشد الأمير تركي الفيصل المجتمع الدولي بتسريع الخطى لوقت ما أسماه (باحتراق جدران الجيران) في العراق وأفغانستان وفلسطين، مؤكداً في الوقت نفسه أن المملكة تعمل لجمع الأطراف من أجل السلام ولها إسهامات كبيرة في المساعدة في الكوارث الطبيعية، وأن السعودية داعمة لضحايا الكوارث في إفريقيا ودارفور وإعصار تسونامي، وأنها كانت في مقدمة البلدان التي ساعدت في إعصار كايزر وقدمت النجدة بشكل أسرع من الحكومة الأميركية.
وشدد على ضرورة الالتزام بالقيم وانتقالها من البيوت إلى العالم بهدف تحقيق الكثير للمجتمع الدولي، وأن نمو الدول مرتبط بالتمسك بتقاليدها، وأن الكراهية والتطرف يهمشان على مستوى العالم، منوها الى ان أحفادنا لديهم آليات لتحقيق مهمة التحالفات والشراكات العالمية.
واشار الامير الفيصل إلى الحديث عن التطورات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والتدافع الاقتصادي بفضل ارتفاع أسعار المحروقات (النفط) ما أدى إلى تنشيط الاستثمار ودفع المملكة العربية السعودية إلى تنويع مصادر الدخل والابتعاد قليلاً عن محور النفط.
واشار إلى الانفتاح الذي تعيشه السعودية مع العالم الخارجي خاصة بعد انضمامها لمنظمة التجارية العالمية، موضحاً ضرورة تعزيز فهم مشترك بأن الطريق الوحيد لتحسين ظروفها هو الاتصال بالآخرين، وأن منطقة الشرق الأوسط تمرست على هذا الاتصال منذ التاريخ القديم، وأن منطقة الشرق الأوسط كانت قبل (1000) عام محطة لعلاقات تجارية واسعة، وأن الحكام العباسيين نجحوا واستفادوا من تلاقح الثقافات، وأن ذلك دفع إلى أن تنتشر الثقافة والمد الإسلامي، وأن العثمانيين وقعوا اتفاقيات مع البريطانيين والفرنسيين. وقال"إن ما سبق هو معطيات أساسية تدفعنا إلى مد يدنا للتعاون مع الآخرين نحو أمن وأمان مشترك".
ونوه بالدور الريادي الذي تمثله المملكة العربية السعودية على المستوى الإقليمي والعالمي باعتبارها تمثل أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى الميزة النسبية التي تحظى بها باحتضانها للحرمين الشريفين، معددا الخطوات التي اتخذتها المملكة في إطار التعليم والتدريب وإطلاق برامج متعددة في هذا الشأن، وبناء مؤسسات جديدة وتعزيز قدرات المناهج، مشيراً إلى افتتاح جامعة الملك عبدالله وجامعة الفيصل وغيرهما من الصروح العلمية، إضافة إلى برنامج إرسال السعوديين للدراسة في مختلف أنحاء العالم، وأن هناك 20 ألف سعودي يشاركون في هذا البرنامج ويعززون جسور الصداقة مع الآخرين .
وفي كلمته، تقدم حارس سلازيك رئيس البوسنة بالشكر الى المملكة العربية السعودية على دورها الذي وصفه بالحكمة من خلال تفاعلها مع قضية البوسنة والهرسك ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
واكد الرئيس البوسني على أهمية الحوار باعتباره الأداة الوحيدة في إطار العولمة مشيراً إلى أن الأسرة الدولية تعمل على الحفاظ على المبادئ والخروج من حضارة الصراع ، داعيا المستثمرين إلى الاستثمار في إمكانيات البوسنة والهرسك خاصة في مجال الحديد والصلب والسياحة منوهاً إلى قرب انضمام البوسنة إلى الاتحاد الأوربي.
وكان ستيورت نوه في بداية الجلسة إلى أن العالم يمر بفترة حرجة، مشيراً إلى ارتفاع أسعار البترول مؤكداً على ضرورة أن تربح رهان المجتمع ولا تكتفي، لأننا نعيش في مركب واحد، ويجب علينا أن نحسن التشارك ونحترم هويتنا وعقيدتنا دون انغلاق والاعتماد على مبادئ تتفاعل مع تطلعاتنا .

رسالة مسجلة للأمير تشارلز
وفي الجلسة الثانية لمنتدى جدة الاقتصادي خاطب الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، المنتدى عبر رسالة مسجلة لمنتدى جدة الاقتصادي في كلمة حول التنمية الحضرية المستدامة والعمل الخيري، قال فيها "أنا لا أدعي الاختصاص في النظرية الاقتصادية ولكن لدي رؤية أتمنى أن أشاطركم إياها".
وأشار ولي العهد البريطاني إلى الحيوية التي يتمتع بها القطاع العقاري والمعماري في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن هذه الحيوية تشكل تحدياً كبيراً لأن الأمر لا يتوقف عند الناحية المادية فقط بل يتعداها إلى معاني أكثر اتساعاً مثل البعد التجاري والاجتماعي والثقافي .
واستطرد ولي العهد البريطاني في طرح رؤيته حول تنمية المراكز الحضرية من خلال ما أسماه (المزيج الحاذق) ما بين الوظيفة والتراث، منوهاً الى أن الأمر لا يتعلق بمجرد فضاءات تجارية، ولابد أن تكون العملية المعمارية جزءا من بيئة عامة .. مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحداثة لا تعني الانفصام عن الماضي، وأن لا يوجد للجمال خارج إطار الذائقة البشرية .. وأشار ولي العهد البريطاني لتجربة مشروع شركته الخيرية مع المملكة في جيزان، من حيث انسجامه مع محيطه وحياة الناس الوظيفية .. وانتقل ولي العهد البريطاني للحديث عن الطاقة، مناشداً ضرورة أن نحسن استعمال الموارد الطبيعية .. ومشيراً إلى أن العالم يتصرف مع موارد الطاقة كأنها لن تكون فانية، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التفكير التجاري البحت حتى ترث الأجيال القادمة تجربة ثرية.

البيئة ليست ترفاً
وأكد الامير تشارلز أن البيئة ليست ترفاً، وتساءل قائلاً: لماذا لا نفكر في أن ندفع مقابلاً للحصول على هواء نقي ؟ فحاجتنا للهواء أكبر من حاجتنا إلى الكهرباء، وعلينا أن نجد حلولاً للمشاكل الكونية، وهذا يتطلب شراكة عامة ودائمة ونحن في أشد الحاجة إلى نظرة متبصرة للتنمية .
أما المهندس عادل فقيه، أمين مدينة جدة، فقد تحدث عن تجربة شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني والتي تنبع فكرتها الأساسية من ضرورة تطوير أداة تنظيمية للتعامل مع القطاع الخاص لأحداث نقلة نوعية بدون حواجز بيروقراطية .
ولخص فقيه أهداف شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بأنها تأتي في إطار أطروحة المنتدى ضمن منظمومة تنمية الثروة عبر الشراكات والتحالفات من قبل القطاع الخاص من خلال مشروع قصر خزام وتنمية (50) منطقة عشوائية يسكنها مليون شخص، وأنه سيتم توقيع عقود مع الشركات المتحالفة إضافة لمشروع (ضاحية جدة الشرقية) على طريق جدة مكة ومشاريع الإسكان الميسر، إضافة للأفكار تحت التطوير مثل شارع فلسطين وشارع التحلية ومجرى السيل .
وقد حقق منتدى جدة الاقتصادي التاسع 2008 الذي يقام خلال الفترة من 23 إلى 26 شباط الجاري برعاية سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز رقما قياسيا في عدد الشركات الراعية الذي ارتفع هذا العام إلى 34 شركة تمثل أبرز الشركات والمجموعات الوطنية والعالمية في السوق السعودية، ولاول مرة كانت مجموعة الاتصالات الفلسطينية أحد رعاة هذا المؤتمر.

اتفاقية تعاون بين غرفتي الرياض وجدة
الى ذلك، فقد تم على هامش المؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين الغرفتين التجاريتين بالرياض وجدة، لتفعيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية، والتنسيق لتنظيم برامج توعوية وأنشطة مشتركة في هذا الصدد، حيث تهدف الاتفاقية إلى إحداث نقلة نوعية في ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى منتسبي الغرفتين، وتعزيز دورهم في التنمية الاجتماعية، وتلبية احتياجات المجتمع من الخدمات الضرورية، وتطبيق خطط التنمية المستدامة.
وتضمنت الاتفاقية تبادل الخبرات والتجارب بين الغرفتين في برامج المسؤولية الاجتماعية، وتبني برامج مشتركة، والتنسيق والتكامل لطرح أنشطة جديدة وإعداد دراسات ميدانية عن احتياجات المجتمع من تلك البرامج.
كما ستتيح هذه الاتفاقية عقد اجتماعات مشتركة بواقع اجتماعين خلال العام كحد أدنى، وتبادل الدعوات لحضور الندوات وورش العمل والأنشطة الثقافية والتوعوية والدورات التدريبية بين الطرفين، وكذلك التمثيل المشترك في عضوية لجان ومجالس المسؤولية الاجتماعية لدى الطرفين.