أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

خلال اجتماعه مع فياض وعبد المالك جابر - مؤسس بنك الفقراء: يمكن الاستفادة من تجربتنا في فلسطين للحد من الفقر والبطالة

2008-02-26
دعا البروفسور محمد يونس مؤسس بنك الفقراء »جرامين« والحائز على جائزة نوبل للسلام إلى تعميم تجربة مساعدة الفقراء والمزاوجة بين فلسفة الإقراض بالقروض متناهية الصغر والواقع الماثل في أرض التجربة .

وكان البروفسور لقي ترحيباً حاراً من قبل الحضور لدى مخاطبته لمنتدى جدة الاقتصادي في جلسته الثالثة تحت عنوان من (الطفرة إلى الوفرة) .

وطرح يونس الذي اجتمع مع الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء ثم مع الدكتور عبد المالك جابر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية: نمطين من الأعمال تتمثل في الأعمال من أجل المال والأعمال من أجل الغير وآليات الممازجة بين النمطين لاستنباط التجربة تعزيزاً لرؤية ذات بعد اجتماعي تتمثل في تحسين حال الفقراء .

وعبر يونس عن تضامنه وشعوره بالمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الفلسطيني وضرورة حلها ، خاصة تلك المشاكل التي لا علاقة لها بالاحتلال.

وأسترجع يونس بدايات تفكيره التي رفدت المجتمع الإنساني بهذه التجربة الرائدة من خلال رؤية عكسية لممارسات البنوك التقليدية التي يملكها الأغنياء ولربما فرد واحد قد يكون صاحب البنك فأصبح الفقراء هم أصحاب البنك كما في تجربة بنك (جرامين) كما تتمثل الرؤية العكسية في أن 90% من عملاء بنك جرامين من النساء بينما البنوك التقليدية تكون هذه النسبة للرجال .

وتطرق يونس الى المشاريع الأخرى المساندة لرؤيته والتي تتمثل في عقد شراكات ذات مسؤولية اجتماعية مثل شركة ( دانون) لمحاربة سوء التغذية بتوفير زبادي مقوي ، كما أنه انتقل بتجربته إلى ناحية أكثر ثراء وأهمية وتأثيراً في المجتمع وهي الموارد المائية المسمومة بالزرنيج في باطن الأرض والملوثة في سطح الأرض باعتبار أن المياه مصدر حيوي يحتاج إلى عناية خاصة لتحسين صحة الإنسان ولخص هذه المفاهيم في إنشاء شركة كبرى لذات الغرض .

وتحدث يونس بإسهاب عن تجربته في مكافحة التسول من خلال القروض الدقيقة والتشغيل منوهاً في ذات الوقت إلى أن الفقر ظاهرة عالمية .

وكان منتدى جدة الاقتصادي قد تناول في الفقرة الثانية من الجلسة الثالثة أفق اقتصادية حول دائرة النفوذ الاقتصادية.. تحدث فيها ديفيد ليوس أمين مدينة لندن ومها الغنيم رئيسة بيت جلوبل للاستثمار وريتشارد جينز (بنك مكويري) وعاطف عبدالملك الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري ، حيث دعت مها الغنيم إلى الاستثمار في الشرق الأوسط وأفريقيا فيما أشار المالك إلى أن التعليم في دول الخليج دون المستوى المطلوب ، وأنه يجب توفير الكفاءات التي تحتاجها عملية التنمية في استفتاء حول مايمكن أن نفعله لإسناده من الطفرة الثانية . وهل فعلنا ما في وسعنا أم لا .. وأجاب (57.8)% بأنهم لايرون بأنه لم يتم فعل مايكفي .

وأشار المتحدثون الى ضرورة انتهاج سياسة بعيدة المدى بمشاركة البنوك المركزية للاستفادة من الطفرة الثانية وإعادة استثمار الفوائد المالية وتدوير الأموال في الداخل .

وأكد ألدرمان ديفيد لويس عمدة مدينة لندن أن في بريطانيا أكثر من 24 مصرفاً تعمل في مجال الاستثمارات الإسلامية باتت جاهزة لاستقبال رؤوس الأموال السعودية والخليجية، وشدد على أهمية التعاون بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس على هامش منتدى جدة الاقتصادي التاسع 2008 الذي يختتم فعالياته اليوم، حيث قال: ينبغي أن يفرق الجميع بين موقعي كمسئول عن المركز المالي العالمي في لندن وكوني عمدة للمدينة، فقد حضرت إلى منتدى جدة من أجل المسمى الأولى، فنشاطاتنا ينحصر في الاستثمار المالي الذي جعل مدينة لندن أكبر مركز اقتصادي عالمي لجذب الاستثمارات السعودية والخليجية، لاسيما أن هناك 24 بنكاً تعمل في مجال الاستثمار الإسلامي بالإضافة إلى 5 بنوك أخرى تقدم المنتجات والصناديق الإسلامية بالتبادل مع دول الخليج وماليزيا.

وأضاف: هناك اهتمام بالصناديق الائتمانية السيادية وسيكون هناك قسم لها في البنوك، لاسيما وأن هناك قرار حكومي صادر بهذا الشأن، وسنعمل على تنمية الاستثمارات في مختلف المجالات الاقتصادية مع العالم الإسلامي في هذا الجانب الهام.

وأشار الى أنه شعر بالدهشة عندما زار العاصمة السعودية الرياض واكتشف أن هناك استثماراً سعودياً في بريطانيا في مجال صناعة الثوب السعودي يعمل فيه أكثر من 350 عاملا.

وتابع: هناك الآن 1500 طالب يدرسون في بريطانيا حسب الاتفاقية التي تمت خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة إلى بريطانيا، إضافة إلى 900 طالب يسعون إلى تنمية مهارات اللغة الانجليزية.

واستطرد: هناك توجهاً جديداً للمركز البريطاني في السعودية والاهتمام بوضع البرامج المناط بها بتدريس اللغة الانجليزية في السعودية من أجل تحقيق الأهداف الاستثمارية والتجارية.

واشاد ألدرمان ديفيد لويس بمنتدى جدة الاقتصادي التاسع والمتحدثين فيه، وأكد أنه تأكيد للحضور الاقتصادي الكبير للسعودية على الصعيد العالمي، وقال: فكرة المنتدى هذا العام تتماشى مع هدفنا بإيجاد تحالفات والشراكات مع السعودية من أجل إنماء الثروة، ونحن نرتبط بعلاقات صداقة كبيرة مع أصحاب الأعمال في السعودية ونأمل تنميتها وزيادة مردودها في المستقبل.

وخلال النقاش الذي شارك فيه الوفد الفلسطيني اكد البروفسور محمد يونس مؤسس بنك الفقراء انه يمكن الاستفادة من تجربة البنك في الحد من الفقر والبطالة ورفع مستوى المشاركة في المشاريع الصغيرة وخاصة في قطاع غزة .

ولفت يونس الى ان هناك تصوراً وخطة لزيارة الأراضي الفلسطينية ، وقد يفتح البنك فروعاً له ويساعد بنوكاً فلسطينية تتبنى التجربة التي اكتسبها بنك الفقراء.