أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

رئيس الوزراء يلتقي رجال الاعمال الفلسطينيين في السعودية ويحثهم على الاستثمار في الاراضي الفلسطينية والنهوض بالاقتصاد الوطني

2008-03-02
التقى د. سلام فياض، مساء أمس الاول، نخبة من رجال الأعمال الفلسطينيين بالسعودية، في حفل استقبال على شرفه أقامته سفارة فلسطين بالرياض.

وقدم رئيس الوزراء عرضاً شاملاً عن الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية وعن خطط النهوض الاقتصادي، معتبراً أن الهدف الأساس من ذلك هو توفير أسباب الصمود للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، حتى يتمكن من تحقيق أهدافه الوطنية بإزالة الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال د. فياض مخاطباً رجال الأعمال الفلسطينيين، نحن نثمن دعمكم وتبرعكم ومساعدتكم لشعبكم الفلسطيني نقدره تقديراً عالياً، ولكن التبرع والإحسان وحده لا يبني اقتصاداً ولا يبني دولاً، وإنما الاستثمار وتطوير القطاع الخاص هو الذي يبني الاقتصاد ويحرره من هيمنة المحتل وهو الذي يؤسس لبناء الدولة المستقلة، مشيراً إلى التكامل ما بين التحرر السياسي والتحرر الاقتصادي في عملية متناغمة ومترابطة.

وأعلن أن حكومته تسعى لتنظيم مؤتمر استثماري في الفترة من 21-23/ أيار المقبل في مدينة بيت لحم، وقال سيدعى رجال الأعمال الفلسطينيون في الداخل وفي الخارج للمشاركة فيه، مؤكدا أن الحكومة تسعى لتوفير كل أسباب النجاح لهذا المؤتمر.

ودعا رجال الأعمال إلى المشاركة فيه للاطلاع على الواقع الاقتصادي الفلسطيني ودراسة سبل النهوض به ودراسة المشاريع المنوي إقامتها في مناطق السلطة الوطنية والتي من شأنها توفير فرص استثمارية تنموية واسعة تمكن من النهوض بالاقتصاد الفلسطيني.

وأكد في الوقت نفسه أهمية هذه الفرص من الناحية التنموية والتحررية للاقتصاد الفلسطيني وأهميتها الربحية بالنسبة لرجال الأعمال.

وأشار في حديثه إلى المعوقات الكثيرة التي تعترض العملية التنموية وإلى سبل مواجهتها والتغلب عليها، كما أوضح أن حكومته عملت وتعمل على توفير أفضل المناخات الإدارية والقانونية التي ستتيح المجال أمام الاقتصاد الفلسطيني للنهوض والتغلب على معوقات التنمية في فلسطين.

وأكد رئيس الوزراء قيام جهات ومؤسسات دولية مختصة بدراسة وتقييم هذه المناخات والسياسات الاقتصادية التي وضعتها حكومته، مشيراً إلى نتائج مشرفة سوف يعلن عنها قريباً من قبل تلك المؤسسات الدولية وشهاداتها في هذا الشأن، وسوف تكون محل افتخار لكل فلسطيني.

كما شدد على الشفافية ومحاربة كل أشكال الفساد والترهل الإداري لدى الإدارة الفلسطينية، واحتكامها لأفضل النظم المالية الإدارية والقضائية، التي من شأنها أن تضع أسساً متينة لحكم صالح ورشيد يوفر بيئة استثمارية نهضوية صالحة ومناسبة لفلسطين ولرجل الأعمال الفلسطينيين في الداخل وفي الخارج.

واستمع رئيس الوزراء إلى عدة تساؤلات ومداخلات استيضاحية من عدد من رجال الأعمال وقدم لهم التوضيحات والإجابات الوافية عليها، مؤكداً على أهمية التواصل الدائم بين رجال الأعمال الفلسطينيين والسلطة الوطنية، من خلال الدور الطليعي الذي ستلعبه في هذا المجال السفارات الفلسطينية المنتشرة في دول العالم.

وكان د. فياض قد جدد شكره وتقديره للدول العربية الشقيقة وللدول الصديقة التي شاركت في مؤتمر باريس في 17/12/2007م والتي التزمت بتقديم الدعم المالي للسلطة وطنية بما يزيد عن سبعة مليارات من الدولارات لدعم الاقتصاد الفلسطيني خلال السنوات الثلاث القادمة سواء لدعم ميزانية التسيير للحكومة أو لدعم المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية، وخص بالذكر المملكة العربية السعودية التي التزمت بتقديم مبلغ خمسمائة مليون دولاراً دعماً للسلطة الوطنية وللاقتصاد الفلسطيني، واصفاً هذا الالتزام من المملكة بأنه يأتي منسجماً مع سياستها الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه وبناء اقتصاده وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال إن الدول الشقيقة والصديقة سوف تفي بما التزمت به على مدى السنوات الثلاث القادمة وسيكون له بالغ الأثر على العملية التنموية ومحاربة البطالة وتطوير البنى التحتية والإدارية في فلسطين.

وكان افتتح حفل الاستقبال سفير فلسطين وممثل السلطة الوطنية المعتمد لدى السعودية جمال عبد اللطيف الشوبكي، في كلمة ترحيبية برئيس الوزراء وبرجال الأعمال المدعوين، الذين وصفهم بالناجحين وأنهم يقدمون صورة طيبة عن بلدهم وعن شعبهم من خلال مشاركتهم في التنمية في الدول الشقيقة، ومن خلال إسهامهم في دعم شعبهم وقضيتهم، مشيراً إلى أهمية الدور الذي سيضطلع به رجال الأعمال الفلسطينيون في دعم الاقتصاد الفلسطيني الناشئ وحاجته إليهم والى دورهم البناء في عملية التنمية التي تمثل وجهاً مهماً من وجوه الكفاح الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الاقتصاد الفلسطيني من الهيمنة الإسرائيلية.

ورحب السفير الشوبكي برئيس الوزراء، وأشاد بجهوده وجهود حكومته التي تسعى جادة لبناء اقتصاد فلسطيني يتجاوب ومصالح الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه الوطنية.

وقال إن الغرض من هذا اللقاء هو تقديم صورة عن الوضع الاقتصادي والتنموي الذي تعتزم الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور فياض تطبيق الخطط الاقتصادية للنهوض به.