أكد وزير التخطيط والعمل د. سمير عبد الله، ان الحكومة الفلسطينية قد نجحت في وقف هجرة الاستثمارات من الأراضي الفلسطينية، لكنها لم تفلح بعد في استعادتها.
واشار عبد الله إلى ان جهود الحكومة تتركز على إعادة الثقة للمستثمرين من اجل العودة إلى الأراضي الفلسطينية، رغم استمرار إسرائيل في القيام بدور "معول التخريب" لما تحرزه السلطة على الارض.
وأوضح، خلال لقاء حول مستقبل الاستثمار والبطالة، عقد في نابلس أن نحو 100 شركة ومصنعاً من قطاع غزة، وعدداً اكبر من مصانع الضفة، قد نقلت أعمالها خارج الاراضي الفلسطينية بعد العام 2006.
وشارك في اللقاء الذي نظمته جامعة القدس المفتوحة ووزارة الاعلام، الى جانب عبد الله، كل من رئيس جامعة القدس المفتوحة في نابلس د. يوسف ذياب، ومدير وزارة الإعلام ماجد كتانة، وحضره حشد من الاكاديميين والمهتمين.
وأشار وزير التخطيط إلى أن هجرة الاستثمارات من الاراضي الفلسطينية تلتها هجرة للكفاءات والخبرات، جاء نتاج ثلاثة أسباب رئيسة؛ أولها الاحتلال وممارساته والقيود التي يفرضها، وثانيها فقدان الأمن الداخلي وحالة الفلتان الامني التي سادت الاراضي الفلسطينية، وثالثها إقفال أفق الحل السياسي عقب الانتخابات الفلسطينية التي جرت العام 2006.
ووصف خطة الامن والنظام التي باشرتها الحكومة الفلسطينية بأنها "المفتاح لتوفير البيئة الملائمة من اجل مراكمة عناصر الصمود في فلسطين" لافتاً الى ما حققته الحكومة من نجاح في "اعادة الثقة بالسلطة الفلسطينية".
وقال: "لقد استطعنا ان نعيد ثقة العالم بالسلطة، واستطاعت الحكومة ان تعيد القضية الفلسطينية الى مقدمة الأجندة الدولية بعد ان كانت تراجعت لمواقع متاخرة خلال السنوات الماضية".
واشار الى مؤتمر باريس، والمشاركة الدولية الواسعة، وتبني المجتمع الدولي للمطالب الفلسطينية.
ونوه الى ممارسات الاحتلال وسعيه المتواصل لتقويض كل ما تقوم به الحكومة الفلسطينية، وقال: "طالما استمر معول التخريب (يقصد الممارسات الإسرائيلية المستمرة) لن يكون هناك اقتصاد".
وأضاف: "بعد الخطة الامنية التي تم تنفيذها في نابلس، فإن ممارسات الاحتلال قد ازدادت للإيحاء وكأن السلطة تقوم بتسهيل عمل الاسرائيليين"، لافتاً الى "ان الفوضى والفلتان يمثلان أفضل حليف للاحتلال ولتهجير الشعب الفلسطيني".
ولفت الى خطة الاصلاح والتنمية والإرادة الحكومية الجادة لتحقيق الإصلاح في كافة الميادين.
واشار الى تركيز الخطة على إحداث الإصلاح التعليمي كأساس لإحداث التطوير، انطلاقاً مما يمثله التعليم والتنمية البشرية من اساس في أية تنمية مستقبلية.
وأوضح ان التعليم يحظى ضمن هذه الخطة بربع الموازنة التنموية وستزداد حصته من الموازنة الجارية بصورة تدريجية.
وكان عبد الله التقى محافظ نابلس د. جمال محيسن واستمع منه لشرح عن سير الخطة الامنية وحالة الهدوء والاستقرار التي سادت وتسود المحافظة من خلال الحملات التي طالت الدواء والطحين، وامتدت لمعالجة المخالفات في ريف نابلس.
واكد عبد الله اهتمام مجلس الوزراء بمحافظة نابلس ودعمه الجهود التي يبذلها المحافظ فيما يتعلق بخطة استعادة النظام وسيادة القانون.
وأشار الى تصورات لإعادة ترتيب بعض الإدارات في الوزارة من اجل رفع مستويات الأداء من خلال التدريب المهني.
والتقى وزير التخطيط خلال زيارته نابلس، الامين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد.
واستعرض سعد خلال هذه اللقاء جوانب من آثار الحصار وسياسات الاحتلال على العمال، لا سيما ما يتعلق منها بارتفاع معدلات البطالة والفقر.