أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

صبيح المصري : "الاتصالات" تخطط للتوسع في أوروبا وتفاوض لبيع جزء من أسهمها لشريك استراتيجي عربي كتب جعفر صدقة:

2008-04-13
أكد السيد صبيح المصري رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات الفلسطينية، أمس، أن الشركة تجري مفاوضات لبيع جزء من أسهمها إلى شريك استراتيجي عربي.
وقال المصري في مؤتمر صحافي عقده في بيت لحم عقب اجتماع عقدته الهيئة العامة العادية للشركة عبر تقنية >الفيديو كونفرنس< في كل من بيت لحم وغزة، >هناك شركات شرق أوسطية تقدمت بعروض منذ فترة طويلة لشراء أسهم في >الاتصالات الفلسطينية<. الآن نجري مفاوضات مع 3 شركات عربية. حتى الآن لم يحصل شيء عملي واذا حصل سنأخذ موافقة مجلس الإدارة ومن ثم ندعو الهيئة العامة لاجتماع (غير عادي)<.
ولم يكشف المصري عن أسماء الشركاء المحتملين، >لوجود اتفاقات معهم على السرية<.
كما لم يكشف المصري عن حجم الصفقة المحتملة، سواء من حيث الحصة التي يجري التفاوض لبيعها للشريك الاستراتيجي ام من حيث قيمتها، لكنه قال >نحن نفاوض باسم المساهمين، قد تكون الحصة 10% او 20% او حتى 70% . مصلحة المساهمين هي التي تحدد ذلك<.
وكان المصري خاطب الهيئةَ العامة في اجتماعها قائلاً: حتى لا تفاجَأوا بسماع أية أخبار من الإعلام، أقول لكم نحن نفاوض عدةَ شركات للدخول معنا كشريك استراتيجي. هناك أحاديث كثيرة لكن لا يوجد شيء على الأرض حتى الآن. قبل اتخاذ القرار في ذلك سنعود إلى الهيئة العامة<.
وكان وفد رفيع من >الاتصالات<، ضم الرئيسَ التنفيذي د. عبد المالك الجابر وكبارَ الموظفين في الاداراة التنفيذية، زار الكويت قبل أيام والتقى هناك عدداً من ممثلي الشركات، وزار قبلها دولةَ الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
وقال الجابر في المؤتمر الصحافي مع المصري، أمس، إن هذه الزيارات تأتي في إطار جهود المجموعة لتعزيز علاقاتها وبناء التحالفات والترويج لمؤتمر الاستثمار المقرر عقدُه في بيت لحم في الفترة 21ــ23 أيار القادم، مؤكداً أن هذه الزيارات >ليس لها علاقة بصفقة هنا أو هناك، وإنما لبناء تحالفات مع الاقتصاد الفلسطيني عموماً<.
وتجدد الحديث عن دخول محتمل لشريك استراتيجي في شركة الاتصالات منذ بداية العام الحالي، ومنذ ذلك التاريخ ارتفع سعر سهم الشركة بمقدار 42ر2 دينار أردني أو بنسبة 49%، وأغلق آخر جلسة تداول في سوق فلسطين للأوراق المالية، الخميس الماضي، على 35ر7 دينار مقابل 93ر4 دينار إغلاق آخر جلسة تداول العام الماضي.
وقال المصري: سعر السهم له علاقة بالثقة في الوضع العام. الشركة أثبتت أن ربحيتها عالية وهي مستمرة، لكن الظروف المحيطة للأسف تؤثر في سعر السهم<.
من جهة أخرى، كشف المصري عن أن الشركة تخطط للتوسع في أوروبا، في إطار خطتها التوسعية التي شملت حتى الآن الأردن والعراق ودول الكاريبي واليمن ودول رابطة الشعوب المستقلة (الاتحاد السوفييتي سابقاً) وإفريقيا، وذلك عبر شركة >في تل< التي تملك >الاتصالات< 25% من رأسمالها.
ورداً على مطالب بعض المساهمين بزيادة نسبة الأرباح الموزعة، قال المصري >نستطيع توزيعَ أرباح بنسبة أكبر، لكن الشركة لم تعد في فلسطين فقط، وإنما لدينا برامج طموحة جدا خارج فلسطين. توسعنا في دول مناطق كثيرة كالأردن والسعودية واليمن والعراق وإفريقيا، ولدينا توجه للدخول بقوة في أوروبا ولذلك نحن سنحتاج إلى الأرباح وذلك لمصلحة المساهمين<.
ولفت المصري إلى أن هذا التوسع تم وسيتم عبر شركة >في تل<، التي تستخدم كوادر الاتصالات الفلسطينية لتقوية عملها في الخارج، >وهي بحاجة الى سنتين على الأقل لتحقيق أرباح<.
وحضر اجتماع الهيئة العامة العادية للشركة مراقب الشركات نظام أيوب، ومدير عام هيئة سوق رأس المال د. عاطف علاونة، والقائم بأعمال مدير عام سوق فلسطين للأوراق المالية خالد الجيعان.
وصادقت الهيئة الهامة على توزيع ارباح على المساهمين بنسبة 25% من رأس المال المدفوع، بواقع 9ر32 مليون دينار اردني (25 قرشا للسهم)، بزيادة 5% عن توصية مجلس الادارة.

عهد جديد
وفي كلمته أمام الهيئة العامة، قال المصري >ندخل اليوم عهداً جديداً من فتح السوق على مصراعيه والمنافسة مع شركات فلسطينية مرخص لها من الجهات الرسمية، بعد أن كنا ننافس الشركات الإسرائيلية غير المرخص لها والشركات الاخرى التي عملت وما زال جزء منها يعمل في الأراضي الفلسطينية دون تراخيص<.
وأضاف: قلنا منذ اليوم الأول أهلاً بالمنافسة، ونحن نرى أن المنافسة تخدم الاقتصاد، وتخدم شركتنا وتخدم المشتركين أنفسهم.

رؤية لبناء شبكة متطورة
وعن إنجازات الشركة، قال المصري: إن النجاح يقاس بحجم الإنجاز، ومن هنا يجب أن نعيدَ على مسامعكم أن لهذه الشركة رؤيةً منذ بداية انطلاقتها وهي بناءُ وإدارة شبكة اتصالات متطورة تقدم كافةَ خدمات الاتصالات للمواطن الفلسطيني، وتساهم في بناء الوطن وربطه مع العالم الخارجي، وهذا هو التزامُنا قولاً وفعلاً بالتنمية الشمولية والتكاملية.

تحديات
وأشار المصري الى جملة من التحديات التي واجهتها الشركةُ منذ انطلاقتها قبل احد عشر عاماً، اولها تمثل بالعثور على الكفاءات المطلوبة من العاملين ذوي المعرفة للقيام بالعمل على أكمل وجه في مختلف المجالات، من إدارة وفنيين ذويي خبرات، >وهذا ما نجحنا به من خلال الطواقم الإدارية والفنية والتنفيذية، حيث تمكنت من بناء نظام يتوافر فيه حسن تقدير الأمور والدقة في الأداء بما يتناسب مع مدى صعوبة العمل المطلوب، والى جانب ذلك تمكنا من بناء إدارة تطبق ذلك النظام، وتتميز بأنها المثلُ والقدوة، بحيث أتاحت لنا أن نعملَ وفق استراتيجيات واضحة لتحقيق رؤيتنا ونستخدم خططاً طويلة الأمد دائماً وقصيرةَ الأمد أحياناً.
وقال: إن هذا الانجازَ هو ثمرة الجهد للكادر البشري المؤهل والمدرب الذي وضع الأنظمةَ والتزم بها، وإن ما ساند هذا الانجازَ هو عملُنا ضمن معايير الشفافية والكفاءة والنظم الإدارية الحديثة، وإجراءات العمل التي تساهمُ في خفض المصاريف وتحقيق أعلى الإيرادات.

مجلس إدارة جديد
وبعد مصادقتها على تقرير مجلس الإدارة والميزانية العمومية وتقرير مدقق حسابات الشركة المستقل وإبراء ذمة مجلس الادارة السابق، انتخبت الهيئةُ العامة مجلساً جديداً للادارة من 11 عضواً، ضم كلاً من: صبيح المصري بصفته الشخصية، وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار >باديكو< (3 مقاعد)، وشركة فلسطين لتطوير المناطق الصناعية >بيديكو< (مقعد واحد)، والبنك العربي (مقعد واحد)، وبنك القاهرة ــ عمان (مقعد واحد)، وشركة بيرزيت للادوية (مقعد واحد)، والشركة العربية للتمويل (مقعد واحد)، وشركة المسيرة الدولية (مقعد واحد)، وشركة الاستشارات الادارية (مقعد واحد).

الجابر: نتائج ممتازة في الربع الأول
من جهته، وصف الجابر النتائجَ المالية للشركة في الربع الاول من العام الحالي بأنها >ممتازة وهي أفضل من الربع الاول من العام الماضي<، علماً ان صافي ربح الشركة بعد الضريبة في الربع الاول من العام الماضي بلغ حوالي 8ر12 مليون دينار اردني.
وقال الجابر إن الشركةَ ستسلم نتائجَها المالية للربع الاول قبل نهاية الشهر الحالي >وتعكس أن للشركة تصوراً استراتيجياً واضحاًَ<.
وأضاف: نتائج المشاريع التي تضمنتها خطتها الاستراتيجية وبدأت في العام 2006 ظهرت جزئياً في العام 2007 وستظهر أكثر في العام 2008<.

80 مليون دولار أرباح >في تل< من صفقة في السعودية
وكشف الجابر عن أن شركة >في تل< حققت أرباحاً قيمتها 80 مليون دولار من صفقة بيع شركة >بيانات< السعودية الى شركة >موبايلي<.
وقال: حققت >في تل< خلال الربع الاول من العام الحالي ارباحاً تغطي خسائرَها في الفترة السابقة وتزيد، وبالتالي كل ما حُجز من مخصصات بقي معكوساً في بيانات >الاتصالات< ولم تظهر أرباح >في تل< في هذه البيانات حتى الآن. سنقوم بنشر تفصيلي لنتائج >في تل< نفسها.

ترويج الاقتصاد الفلسطيني
وأشار الجابر الى جهود >الاتصالات< في ترويج الاقتصاد الفلسطيني في الدول العربية والعالم، >حيث تشكل حوالي 25% من الناتج المحلي الاجمالي، وبالتالي تقع على عاتقها مسؤوليةٌ كبيرة، وفي هذا الاطار جاءت الجولةُ الاخيرة في جدة والإمارات والكويت<.
وقال الجابر إن >الاتصالات< راعٍ رئيسي لمؤتمر فلسطين للاستثمار، سواء من حيث المساهمة في المصاريف أم من حيث دورُها في الترويج للمؤتمر بشكل مستمر، وهي تدعم المؤتمرَ بلا حدود.
وأضاف: نحاول الاثباتَ للمستثمرين ان هناك فرصاً للربح في فلسطين رغم المخاطر، مشيراً في هذا السياق الى دخول صندوق >بلاكني< البريطاني الى السوق الفلسطينية باستثمارات تجاوزت حتى الآن 50 مليون دولار، وشركة بيت الاستثمار العالمي الكويتية >غلوبل< التي تجاوزت استثماراتها 100 مليون دولار.
تأثر إيجابي لانخفاض الدولار والدينار
ورداً على سؤال لأحد المساهمين، قال الجابر إن تراجعَ الدولار الاميركي، وبالتالي الدينار الاردني، ترك أثراً ايجابياً على نتائج أعمال الشركة، >حيث إن إيرادات الشركة بالشيكل، في حين إن عملةَ التقارير المالية بالدينار الاردني<.
ومع ذلك، أكد الجابر أن >هذه التأثيرات الإيجابية لم تدخل في حساب الميزانية توخياً للحذر . سننتظر حتى منتصف العام لنرى اذا استمرت هذه التأثيرات الإيجابية<.

الوطن موحد في قطاع الاتصالات
من جهة أُخرى، أكد الجابر إن >الاتصالات< مستمرة في تقديم كافة خدماتها في قطاع غزة، وبنفس الكفاءة التي تقدمها في الضفة الغربية.
وقال: الوضع في غزة يؤثر على مجمل الاقتصاد الفلسطيني، وهو جرح نازف في الجسد الفلسطيني، لكن أحد إنجازاتنا أننا حافظنا على وحدة الوطن فيما يتعلق بقطاع الاتصالات. الخدمات المقدمة في خان يونس كما هي في نابلس او جنين، ونحن النافذة الوحيدة لقطاع غزة على العالم في ظل الحصار والإغلاق<.
وفي حين أكد الجابر التزام >الاتصالات< بقرارات الحكومة الشرعية برئاسة الدكتور سلام فياض، شدد على ان >الاتصالات< نجحت في البقاء بعيداً عن التجاذبات السياسية >وستبقى كذلك<.
وأشاد الجابر بكوادر >الاتصالات< في القطاع، >الذين كثيراً ما يخاطرون بحياتهم لإصلاح الأعطال وهم في دائرة النيران الاسرائيلية<.


مؤشرات مالية
وعرض مجلس الإدارة التقرير السنوي والميزانية العمومية للعام الماضي على الهيئة العامة، حيث أظهرت نتائج الشركة المدققة من المدقق الخارجي المستقل (ارنست اند يونغ) أنها حققت أرباحاً صافيةً بعد الضريبة بلغت حوالي 5ر65 مليون دينار اردني (حوالي 5ر92 مليون دولار) العامَ الماضي، مرتفعةً من حوالي 56 مليوناً في العام 2006.
كما ارتفع مجموع موجودات الشركة الى حوالي 6ر421 مليون دينار في نهاية العام، من حوالي 2ر377 مليون دولار في نهاية العام 2006، وارتفع صافي حقوق المساهمين الى حوالي 3ر277 مليون دينار من حوالي 2ر238 مليون دينار في نهاية العام 2006