كتب عبد الرؤوف أرناؤوط:
أعلن منيب المصري، رجل الأعمال الفلسطيني البارز، رئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو"، أن الخطوات قد بدأت لتأسيس صندوق القدس للاستثمار بقيمة 100 مليون دولار، مشيراً الى أن "باديكو" ستساهم بمبلغ 25 مليون دولار منها، على أن ينشط الصندوق في مشاريع صغيرة وكبيرة وخاصة في مجال الإسكان.
وأشار الى أن هناك اتصالات مع الأوقاف الاسلامية ومع الكنيسة اللتين تملكان أراضيَ في مدينة القدس لإقامة مشاريع إسكان عليها، منوهاً الى أن هناك أزمة كبيرة في القدس لعدم وجود مساكن.
وقال المصري "نعتقد ان الاستثمار في القدس مجدٍ، وهناك مجال كبير للعمل في القدس".
واضاف "من المهم تنشيط الحركة الاقتصادية في القدس، ونأمل أن يساهم ذلك في تنشيط هذه الحركة الاقتصادية، فالقدس عزيزة على قلوبنا جميعاً".
وأشار في حديث مع صحافيين فلسطينيين نظمه نادي الصحافيين في القدس، أمس، الى ان "باديكو" تساهم بمبلغ 25 مليون دولار في هذا الصندوق "والباقي سنسعى لتجميعه من مساهمين آخرين، وقد أبدت البنوك استعداداً وكذلك أبدت بعض الصناديق استعداداً للاستثمار".
واضاف "نأمل أن نعمل شيئاً للقدس ضمن القانون الذي يسمح لنا ان نستثمر في مدينة القدس .. نحن لا نريد الاستثمار في الخفاء وانما مشاريعنا واضحة وسنعمل ضمن القانون".
ونوه الى ان هناك معوقات، الا أنه أشار "نحن نأخذ بالآراء القانونية ويمكنني القول ان المشروع قارب جداً على التحقق"
وقال "سنبدأ حالاً بالعمل ولكن كما هو معروف فان كل شيء يستغرق وقتاً، فهناك اجراءات يجب القيام بها، ونحن سنقوم بكل شيء حسب النظام والقانون".
واضاف ردا على سؤال ان كان سيجري العمل لترتيب امكانية تملك المقدسيين مساكن على ان يتم التسديد لمدة 20 سنة كما هو معمول به في الضفة الغربية وقطاع غزة "نعم، العمل جار على هذا الموضوع .. ستكون هناك آلية للرهن العقاري".

مؤتمر الاستثمار في نابلس بعد رمضان
وكشف المصري النقاب عن أنه بعد عقد مؤتمر فلسطين للاستثمار في بيت لحم فان المؤتمر الثاني سيعقد في مدينة نابلس بعد انتهاء شهر رمضان، في شهر تشرين الاول المقبل، تمت دعوة رجال أعمال من الداخل والخارج اليه.
وقال "الرئاسة والحكومة والقطاع الخاص راغبون في عقد مؤتمر في نابلس، وسنحاول عقد مؤتمرات اقتصادية صغيرة او متوسطة في كل مدينة بواقع كل 3 ـ 4 اشهر مؤتمر، وذلك حتى يزدهر الاقتصاد في كل المجالات، كما انه من شأنها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني فهو اقتصاد لصمود الانسان الفلسطيني على أرضه".
واعتبر المصري أن "مؤتمر فلسطين للاستثمار في بيت لحم كان ناجحاً جداً، فأعتقد أنه معنوياً أثبت ان الفلسطينيين قادرون على ان يجذبوا العالم".
وأكد أن الاستثمار في فلسطين مجدٍ، وقال "هناك العديد من قصص النجاح؛ سواء منا ام من غيرنا، والمجال مفتوح لعشر شركات مثل "باديكو" ونأمل من اخواننا الفلسطينيين والعرب الموجودين في الخارج ان يشتركوا معنا، ونأمل أن تكون المفاوضات مثمرة، وبالتالي العجلة تسرع أكثر".
وشدد المصري على انه "لو جلبنا اموال العالم كلها وبقي الاحتلال وبقيت الحواجز والاغلاقات موجودة فان هذه الاجراءات تشكل معيقا كبيرا امام نمو الاقتصاد الفلسطيني" ومع ذلك قال "نحن صامدون وسنحاول القيام بكل ما هو ممكن من اجل ان نبقى على ارضنا".
واضاف "يجب على العالم ان يعرف انه دون دولة فلسطينية، فانه من الصعب ان يتحقق السلام في المنطقة، ونأمل ان يكون حل القضية الفلسطينية مفتاح السلام للمنطقة والعالم بأكمله".
واعتبر المصري ان الاستثمار في قطاع العقارات مهم، منوهاً الى ان الاستثمار في هذا القطاع "الاكبر عائداً والأقل مجازفة والأفضل وطنياً لتثبيت الناس على ارضهم"، مشيراً الى أن العوائق الاسرائيلية تقف حجر عثرة امام الاستثمارات الصناعية.
من جهة ثانية، أكد المصري انه لا ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية، مشيراً الى أنه سعيد بما يقدمه للشعب الفلسطيني، وان يكون جندياً في هذا الوطن، وقال "انا على استعداد للقيام بأي شيء من اجل فلسطين وشعبي".
وأضاف "أنا لست مرشح رئاسة، وأنا أشعر بسعادة كبيرة بأن أُقدم شيئاً لوطني".
ونوه الى انه زار قبل يومين دمشق في اطار الجهد الذي يبذله من اجل الوحدة الوطنية، كاشفاً أنه يتحدث بهذا الشأن مع الرئيس محمود عباس ومع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل.
وقال "كنت اول من امس في دمشق، واعتقد ان الطرفين اذا ما تمكنا من بناء الثقة بينهما وكانت النوايا ايجابية، فان بالامكان حل المشكلة".