أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

جنين: وفد من "الاتصالات" و"بال تريد" يبحث مع عدة مؤسسات سبل تشجيع الاستثمار في المحافظة

2008-06-22

الجابر: جنين لديها من الموارد ما يحقق قفزة نوعية
كتب محمد بلاص:
بحث وفد من مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد"، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية، أول من أمس، مع ممثلين عن عدة مؤسسات في محافظة جنين، سبل التعاون المشترك من أجل تشجيع الاستثمار في هذه المحافظة، خصوصاً بعد نجاح قوات الأمن العام، بتنفيذ خطة "البسمة والأمل" الأمنية لتطبيق القانون وفرض الأمن والنظام العام فيها.
وضم الوفد، د. عبد المالك الجابر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات، ومحمد نافذ الحرباوي، رئيس مجلس إدارة "بال تريد"، وإبراهيم إبراهيم، وصبحي ثوابتة، وإلياس العرجا، وطارق سقف الحيط، من "بال تريد".
وأشاد الجابر بأداء وجهود مؤسسات وفعاليات محافظة جنين، الهادفة إلى التطوير والبناء، قائلا، "إن جنين تمتلك من الخبرة والموارد والكوادر الاقتصادية التي تستطيع أن تساهم في تحقيق قفزة نوعية فيها، خاصة وأن القطاع الخاص في جنين، صمد في ظل الظروف الصعبة السابقة، وتحمل الكثير".
وأشاد بالمستثمرين ورجال الأعمال الذين صمدوا وواجهوا كل الظروف لحماية وطنهم واقتصادهم، مشيرا، إلى العديد من المشاريع التي نفذها رجال الأعمال في جنين.
وقال الجابر، "نحن كقطاع خاص نستطيع أن نعمل في كل محافظات الوطن، بما فيها جنين التي تمتاز بالكثير من المزايا الاقتصادية، خصوصا في المجال الزراعي الذي بالإمكان أن يكون مصدراً رئيسياً لتزويد الشعب الفلسطيني ومنشآته بالقمح".
وأضاف، "إننا نستورد ما يقارب 30 ألف طن قمح من الخارج، وفي حال بدأ العمل في تنفيذ مشاريع في مجال زراعة القمح في جنين، فإننا نحرص على أن نوفر الدعم المباشر للمزارع هنا، ونساهم في خلق قوة تشغيل كبيرة في المحافظة"، مشيرا، إلى إمكانية إقامة مشاريع صوامع القمح التي رأى أن جنين هي الموقع الأمثل لها.

"البسمة والأمل" تشيع الأمن والاستقرار

وبدأ أعضاء الوفد جولتهم، باجتماع عقدوه مع قدورة موسى، المحافظ الذي أكد للوفد، أن الأوضاع في المحافظة، تغيرت بشكل إيجابي كبير منذ بدء تنفيذ خطة "البسمة والأمل" التي نجحت قوات الأمن العام من خلالها، في إشاعة الأمن والاستقرار، والقضاء على مظاهر الفوضى والانفلات الأمني، وحظيت بدعم جماهيري منقطع النظير.
وشدد موسى، على أهمية دعم محافظة جنين التي قال، إنها تمتلك مخزونا كبيرا من مقومات التطور والنهوض الاقتصادي، ومن شأن الاستثمار فيها، أن يساهم في تحقيق نهضة اقتصادية كبيرة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني بشكل عام.
وقال: إن سائر مؤسسات وفعاليات محافظة جنين، تعمل على قلب رجل واحد، من أجل إعادة بناء المحافظة المنهكة بفعل ممارسات الاحتلال على مدار سنوات الانتفاضة، وذلك من أجل إعادة الحياة التي سلبت منها، وتفعيل كافة مجالات الاستثمار فيها، التي رأى موسى، أنها تتطلب اهتماما خاصا من قبل السلطة الوطنية والشركات الوطنية المستثمرة.
وزار الوفد بلدية جنين، حيث اجتمع مع علي الشاتي، القائم بأعمال رئيس البلدية، وعدد من أعضاء المجلس البلدي، بحضور النائب شامي الشامي، وعطا أبو ارميلة، أمين سر حركة "فتح" في الإقليم.

البلدية تعاني عجزاً نسبته 95%

وأطلع الشاتي، الوفد على الظروف التي تمر بها البلدية التي قال، إنها تعاني من عجز مالي شديد يفوق كل تصور، وتتكفل بمبلغ ضخم من الرواتب للعمال والموظفين فيها يشكل ما نسبته 95% من إيراداتها، ويبلغ مليونين و200 ألف شيكل شهريا، حيث أشار، إلى أن عدد العاملين في البلدية، يبلغ 1276عاملا وموظفا.
وأضاف الشاتي، إن البلدية حوصرت من قبل كثير من المؤسسات والجهات المانحة أوقفت تعاملاتها مع البلدية، على خلفية سياسية، وذلك بالرغم من كونها، مؤسسة مستقلة تقدم خدمات حيوية للمواطنين، وتعمل بموجب أنظمة وقوانين بعيدا عن أية ولاءات أو انتماءات سياسية.
وقال، إن المجلس البلدي، وضع خطة إصلاح متكاملة أساسها خطة الإصلاح التي أقرتها حكومة الدكتور سلام فياض، رئيس مجلس الوزراء، تستهدف تحقيق الإصلاح المالي، والقضاء على العجز المالي، إلى جانب الإصلاح الإداري، وتحسين مستوى ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين.
وبين الشاتي، أن جنين، خلال أيام قليلة، ستكون المدينة الكبرى الوحيدة من بين مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، يشملها تنفيذ مشروع عدادات الكهرباء مسبقة الدفع، وهو مشروع من شأنه أن يجعل المواطن يشعر بحرية، وله مردود على الثقافة السياسية العامة.
وتطرق، إلى تقارير صدرت عن البنك الدولي، تؤكد حاجة مدينة جنين، لأكثر من 33 مليون دولار بعد الاجتياح المدمر الذي تعرضت له من قبل آلة الحرب الإسرائيلية في نيسان العام 2002.
وبين الشاتي، أن البلدية تمتلك مساحات واسعة من الأراضي في مواقع إستراتيجية مؤهلة لإقامة مراكز تجارية واقتصادية ضخمة فيها.
وتحدث في هذا الاجتماع، الحرباوي الذي قال، إن الأمن يشكل الحجر الأساس للاستثمار والتنمية، ما يستدعي تعزيزه في عموم الأراضي الفلسطينية من أجل تحقيق التنمية والاستثمار.
وقال الحرباوي، إن "بال تريد"، ممثلا بمجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، يحرص على تنمية التجارة الداخلية والخارجية في فلسطين، مشيرا، إلى أن زيارة الوفد لجنين، تستهدف التعرف عن كثب على احتياجات هذه المنطقة.

الحاجة ملحة لمشاريع استثمارية

واجتمع الوفد، مع كمال السمودي، رئيس الغرفة التجارية الصناعية والزراعية، ونصر عطياني، مدير عام الغرفة.
واستعرض السمودي وعطياني، الأوضاع المأساوية التي تعيشها المحافظة، على الصعيد التجاري، جراء سياسة الحصار والطوق والجدار.
وأكد، أن عملية النهوض والتطور بحاجة لتحرك سريع ومستمر من قبل الجميع لدعم محافظة جنين، وإقامة مشاريع استثمارية تلبي حاجتها، وتخفف من معاناة أهلها، خاصة وأن هذه المحافظة أصبحت تشكل عاصمة الفقر في فلسطين، بعد أن كانت قبل اندلاع الانتفاضة، من أغنى محافظات الوطن، وأنشطها تجاريا.
وأضاف، إن معدلات الفقر والبطالة في هذه المحافظة، ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بشكل خطير للغاية، وذلك رغم ما تمتلكه جنين، من موارد ومصادر يمكن أن تساهم في حال توفر الاستثمار والمشاريع والدعم فيها، في قلب المعادلة، والنهوض بالاقتصاد المحلي.
كما زار الوفد، مخيم جنين، حيث اجتمع في مقر اللجنة الشعبية للخدمات، مع ممثلي فعاليات المخيم، وتحدث خلاله، عدنان الهندي، رئيس اللجنة، عن هموم ومشاكل أهالي المخيم، واحتياجاتهم الطارئة التي تساهم في حال تلبيتها، في تعزيز صمود الأهالي، والتخفيف من معاناتهم الناجمة عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تفاقم معاناتهم.
من جهته، قال الحرباوي، إن هذه الزيارة، تأتي في إطار تواصل "بال تريد"، مع المؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الوطن.
وأضاف ان البداية كانت من جنين لأهميتها الاقتصادية والجغرافية، وبعد نجاح الخطة الأمنية التي تساعد القطاع الخاص، وتوفر له البيئة الأفضل للاستثمار المناسب.
وتابع الحرباوي بالقول "إن جنين كانت إحدى أهم الأسواق في الوطن، ونأمل في ظل نجاح الخطة الأمنية فيها، أن يعود القطاع الخاص للبدء بمشاريع استثمارية فيها، وهذا يشكل عاملا إيجابيا لتحفيز القطاع الخاص".
وأبدى، استعداد "بال تريد" لإقامة نشاط ترويجي في المحافظة، خلال هذا الصيف، بالتعاون مع مؤسسات المدينة والمحافظة، بما يساهم في تنشيط التجارة الداخلية، قائلاً، "إن جنين تمتاز بمزايا عديدة خاصة على صعيد القطاع الزراعي والتصنيع الزراعي".