أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني
2008-10-19
كتب جعفر صدقة:
أصر مؤشر سوق فلسطين للاوراق المالية، الاسبوع الماضي، على السير بموازاة مؤشرات الاسواق الاقليمية، صعودا وهبوطا، رغم التأكيدات على لسان اكثر من مسؤول واقتصادي ومحلل، بان اقتفاء مؤشر "القدس" أثر مؤشرات البورصات الاخرى لا مبرر له لضعف ارتباط السوق الفلسطينية بالاسواق الاقليمية والعالمية.
فبعدما ربح المؤشر اكثر من 44 نقطة في الجلسات الثلاث الاولى من تعاملات الاسبوع، عاد وخسر حوالي 49 نقطة في الجلستين الاخيرتين، ليغلق تعاملات الاسبوع على 09ر563 نقطة، منخفضا بمقدار 71ر4 نقطة او بنسبة 83ر0% مقارنة مع اغلاقه للاسبوع السابق.
وتشابهت حركة مؤشر "القدس" الى حد كبير مع مؤشرات البورصات العربية، الواقعة بدورها تحت تأثير التقلب في البورصات العالمية، اذ ساد جو من التفاؤل في النصف الاول من الاسبوع بنجاح الخطوات التي اتخذتها الحكومات والبنوك المركزية في العالم بهدف تهدئة الاسواق، لكنها عادت للانتكاس مجددا في النصف الثاني من الاسبوع مع ظهور بيانات سلبية بشأن الاقتصاد الاميركي.
وبعدما التزم المسؤولون والاقتصاديون الفلسطينيون لأشهر بعدم التعليق على الازمة المالية العالمية وتداعياتها المحتملة على الاقتصاد الفلسطيني، تكثفت الصريحات في الاسبوعين الاخيرين بهدف تطمين المتعاملين والتاكيد على ان ردة الفعل في البورصة الفلسطينية غير مبررة، مطمئنين بان ودائع البنوك وسلطة النقد آمنة من جهة، وان حجم المحافظ الاستثمارية الخارجية في البورصة الفلسطينية صغير وغير مؤثر ولم تخرج أي منها من السوق، كذلك طمأن رئيس مجلس ادارة سوق رأس المال ماهر المصري بان الهيئة اجرت فحصا في اوضاع شركات اعادة التامين العالمية التي تتعامل معها الشركات الفلسطينية، مؤكدا ان هذه الشركات تتمتع بتصنيف عال ولم تتاثر بالازمة المالية العالمية.
وفي خطوة هدفت الى تهدئة السوق، اعلنت مجموعة الاتصالات الفلسطينية انها خصصت 20 مليون دينار لاستثمارها في الاسواق المالية لما اتاحه الانخفاض الكبير في اسعار الاسهم من فرص استثمارية مجدية، كما اكدت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو"، كبرى المجموعات الاستثمارية القابضة في فلسطين، ان تأثير الازمة المالية العالمية عليها محدود لتركز الغالبية العظمى (87%) من استثماراتها في انشطة تشغيلية داخل فلسطين.
وبدأت الشركات المدرجة في البورصة الفلسطينية بالافصاح عن نتائجها للربع الثالث من العام الحالي، فافصحت ثلاث شركات اظهرت نتائج اثنتين منها ارتفاعا ملحوظا في ارباحها في الاشهر التسعة الاولى من العام مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي، فيما اظهرت نتائج الشركة الثالثة انخفاضا طفيفا في ارباحها خلال فترتي المقارنة.
وتنتظر السوق المزيد من افصاحات الشركات خلال الاسبوعين الحالي والقادم، وخصوصا الشركات القيادية كشركة الاتصالات الفلسطينية المتوقع ان تعلن عن ارباح قياسية.
لكن المحللين يرون ان اثار التراجع الحاد في اسعار الاسهم الاقليمية والعالمية على المحافظ المالية التي تحتفظ بها الشركات الفلسطينية لن تظهر في نتائجها للربع الثالث.
على صعيد النشاط، شهدت البورصة الفلسطينية تحسنا ملحوظا في احجام التداول، فارتفع معدل الاسهم المتداولة بنسبة 43ر32% الى حوالي 1ر1 مليون سهم يوميا، الاسبوع الماضي، من حوالي 837 الف سهم يوميا في الاسبوع السابق، كما ارتفع معدل قيمة التعاملات بنسبة 48ر13% الى حوالي 9ر2 مليون دولار يوميا من حوالي 6ر2 مليون دولار يوميا في الاسبوع السابق.
وبالاجمال، فقد شهدت البورصة الاسبوع الماضي 3640 صفقة شملت حوالي 54ر5 مليون سهم في تعاملات بلغت قيمتها الاجمالية حوالي 7ر14 مليون دولار، مقابل 2429 صفقة في الاسبوع السابق شملت حوالي 2ر4 مليون سهم في تعاملات بلغت قيمتها حوالي 97ر12 مليون دولار.
|
|