أعلنت مجموعة الاتصالات الفلسطينية، أمس، عن أرباح قياسية بلغت 7ر65 مليون دينار أردني (حوالي 93 مليون دولار) في الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي، متجاوزة بذلك أرباح العام الماضي كاملاً.
ولا تشمل هذه الأرباح الربح المتحقق للشركة من صفقة بيع شركة "البيانات الأولى" السعودية للإنترنت، والبالغة حوالي 20 مليون دولار ونفذت في الربع الاول من هذا العام، كما لا تشمل هذه الارباح العوائد المتحققة من فروق العملة، حيث شهد الدولار المرتبط به الدينار الاردني عملة الميزانية لمجموعة الاتصالات، انخفاضات كبيرة منذ بداية العام امام الشيكل وهو عملة الايرادات للشركة، ما يعني ان ارباح الشركة تتجه لتجاوز حاجز 100 مليون دينار (140 مليون دولار) مع نهاية العام.
وبلغت ارباح الشركة العام الماضي كاملا حوالي 5ر65 مليون دينار.
وعلق رئيس مجلس إدارة المجموعة صبيح المصري، في مؤتمر صحافي عقد في مقر شركة الاتصالات الخليوية "جوال"، على هذه النتائج بقوله "الشركة تسير في الطريق الصحيح . الوضع المالي للشركة سليم وقوي ولا ديون عليها للبنوك".
وقال: هذه الارباح لا تشمل الارباح المتحققة من صفقة "بيانات" السعودية، ولا فروق العملة. هذان البندان سيظهران في نتائج المجموعة في نهاية العام.
وشارك في المؤتمر الصحافي أيضا، منيب المصري رئيس مجلس ادارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو"، اكبر مساهم في مجموعة الاتصالات الفلسطينية بحصة تتجاوز 30%، والرئيس التنفيذي للمجموعة الدكتور عبد المالك الجابر.

خطة للتوسع محلياً واقليمياً
وأشاد صبيح المصري بجهود الادارة التنفيذية للشركة وكوادرها التي قادت الى تحقيق هذه النتائج، مؤكداً ان الاشهر القادمة ستشهد توسعاً في المنطقة "بطرق مباشرة وغير مباشرة".
كذلك، أكد صبيح المصري ان لدى المجموعة خطة للتوسع في الاستثمار بقطاعات اخرى "وقد بحثنا في اجتماع مجلس الادارة (الذي سبق المؤتمر الصحافي) الاستثمار في قطاعات جديدة"، مؤكدا ان "الاشهر القادمة ستشهد قيام مشاريع جديدة".
وفيما يتعلق بانخفاض الاسهم في البورصة الفلسطينية، بما فيها سهم "الاتصالات"، تحت تأثير الازمة المالية العالمية، قال المصري "اسهم الشركة محمية بقوة مركزها المالي"، عازياً انخفاض سهم الشركة والشركات الاخرى في السوق الفلسطينية في الفترة الاخيرة الى "الخوف الذي بات اتجاها عالميا، لكن الهبوط في البورصة الفلسطينية معقول مقارنة مع اسواق المنطقة، وأعتقد ان أسعار الأسهم ستتحسن مع الوقت".
واضاف: نحن لا نقرر أسعار الاسهم وانما المستثمرون هم من يقرر، ونحن واثقون بأن المستثمرين الذي باعوا اسهماً سيعودون للشراء.
وقلل المصري من تداعيات الازمة المالية العالمية على السوق الفلسطينية، "فالشركات الفلسطينية صغيرة، ونحن نحاول الحفاظ على الأسعار بشراء اسهم في شركات اخرى بطرق نظامية لتخفيف الضغوط التي تتعرض لها".
وكان مجلس الادارة قرر قبل حوالي اسبوعين تخصيص 20 مليون دينار للاستثمار في اسواق الاسهم، "لكن- الحمد لله- لم نستغل الا جزءاً صغيراً من هذا المبلغ حتى الآن"، قال المصري.

لا عروض رسمية لشراء حصة من قبل شركات أخرى
وفيما يتعلق بالأخبار المتداولة بشأن دخول شريك عربي في "الاتصالات الفلسطينية"، قال المصري: باستمرار نستقبل عروضاً شفهية لشراء حصص في "جوال" او "الاتصالات"، لكن لم نتسلم اية ورقة رسمية بهذا الخصوص، وليس لدينا اية نية للتخلي عن الشركة، واذا حصل أي اندماج في المستقبل فهدفه المحافظة على الكادر الوظيفي وزيادته وليس تقليله.
واضاف: نتلقى احاديث من "زين" (الكويتية) و"اتصالات" (الاماراتية) ومن شركات اخرى، لكن لم يصلنا أي كتاب رسمي من أية شركة".
من جهة اخرى، نفى المصري ما تردد مؤخراً من ان الرئيس محمود عباس طلب من مجلس ادارة "الاتصالات" إقالة رئيسها التنفيذي، قائلاً: الرئيس حريص جداً على دعم الاستثمار ولا يتدخل بشؤون اية شركة . هو أعلى من ان يطلب اقالة رئيس شركة".
وأضاف: عبد المالك الجابر موجود في منصبه ونحن متمسكون به، وهو لم يبلغني بأنه سيترك منصبه.
وعن المسؤولية الاجتماعية للشركة، قال صبيح المصري "كل شركة في العالم عليها التزامات لخدمة المجتمع. نحن نقوم بواجبنا لكننا نشعر دائماً بأننا مقصرون".
وأضاف: مشكلة الفقر لا يمكن ان تحل بجهود شخص او شركة واحدة، من جهتنا سنستمر في خلق فرص عمل خلال العام القادم، وهذا أفضل شيء لمكافحة الفقر".

نتائج الربع الثالث
وأظهرت نتائج الشركة للربع الثالث من العام الحالي نمواً في اجمالي الايرادات بنسبة 35% لتصل الى 224 مليون دينار في الاشهر التسعة الاولى من العام، مقارنة مع 165 مليون دينار في الفترة المقابلة من العام الماضي.
كما زاد الربح التشغيلي بنسبة 28% ليصل الى حوالي 67 مليون دينار، مقابل 53 مليوناً في الاشهر التسعة الاولى من العام الماضي، فيما بلغت ربحية السهم في نهاية ايلول من العام الحالي 499 فلساً مقابل 344 فلساً في نهاية ايلول من العام 2007، بنسبة نمو بلغت 45%.
وجاءت هذه النتائج لتعكس الارتفاع في عدد مشتركي خدمات المجموعة، حيث ارتفع عدد مشتركي الهاتف الخليوي "جوال" بنسبة 3ر52% الى 322ر1 مليون مشترك في نهاية ايلول من العام الحالي، من 976 الف مشترك في نهاية ايلول من العام الماضي، كما ارتفع عدد مشتركي الهاتف الثابت خلال فترتي المقارنة بنسبة 2ر4% الى 350 الف مشترك من 336 الف مشترك، كذلك زاد عدد مشتركي النطاق العريض للانترنت "ايه دي اس ال" بنسبة 42% الى 67 الف مشترك من 47 الف مشترك في نهاية ايلول من العام الماضي.
منيب المصري: الشركة تملك كل عناصر النمو
وعلق منيب المصري على هذه النتائج بقوله "الارقام تتحدث عن نفسها، ونحن في "باديكو" سعداء جداً بكوننا مساهمين في مجموعة الاتصالات، فهي الحجر الاساس ودرة تاج استثمارات "باديكو"، وهي تملك كل عناصر النمو".
واشاد منيب المصري "بشفافية وجهود مجلس ادارة الاتصالات، وبجهود الادارة التنفيذية التي تعمل في ظل ظروف صعبة".
وشدد منيب المصري على المسؤولية الاجتماعية لمجموعة الاتصالات وشركة "باديكو"، "وهما تبذلان كل ما تستطيعانه لخدمة المجتمع، ونحن نرى ان الدور الاساسي في ذلك هو توفير فرص عمل والمساهمة في خفض البطالة".
وعن التراجع في أسعار الأسهم، لفت منيب المصري الى ان مؤشر سوق فلسطين للأوراق المالية ما زال مرتفعاً بنسبة 10% مقارنة مع بداية العام الحالي، في وقت خسرت معظم البورصات العربية، وبعضها فقد أكثر من 40% منذ بداية العام.

الجابر: لنا مصلحة تجارية بحتة بدخول مشغل ثان
بدوره، أكد الجابر أن مجموعة الاتصالات معنية، لاسباب تجارية بحتة، بوجود مشغل ثان للهاتف الخليوي في الاراضي الفلسطينية.
وقال: الموضوع تجاري بحت، قائم على تحليل علمي للأسواق المجاورة، فكل سوق دخلها مشغل ثان عاد ذلك بالفائدة على المشغل الأول.
وفي الحالة الفلسطينية، قال الجابر ان دخول مشغل ثان "يعني تغييرا جوهريا في الموقف الاسرائيلي، حيث سنستفيد بادخال معدات لتوسعة شبكتنا، فلا يعقل السماح بادخال معدات للشركة الوطنية للاتصالات ومنع معدات "جوال"، ومن يملك اكثر من 2ر1 مليون مشترك بالتأكيد سيكون المستفيد الاول من ادخال المعدات".
كذلك، قال الجابر ان دخول مشغل ثان للاراضي الفلسطينية سيساهم في توسيع سوق الاتصالات، "وهذا يخدمنا بشكل مباشر، كما ان 04 ـ 50% من السوق الفلسطينية هي من نصيب شركات تعمل بشكل غير شرعي، ومع دخول المشغل الثاني نتوقع من السلطة اتخاذ اجراءات لتصحيح الوضع" القائم.
كما اعتبر الجابر دخول مشغل ثان الى السوق الفلسطينية سيكون مفيداً لـ "جوال" لجهة المقارنة لدى المشتركين.
وقال: حتى الآن، نقارن بشركات عملاقة مثل "اورانج" و"سيلكوم" و"بلفون"، وهي شركات ليس لديها المشاكل التي نواجهها. بدخول المشغل الثاني ستكون المقارنة بين شركتين تعيشان نفس الظروف، وأعتقد ان هذا سيخدمنا اكثر مما سيخدم الوطنية".
وكشف الجابر عن عرض "مغر" قدمته "الاتصالات الفلسطينية" لشركة "الوطنية" لاستخدام شبكة التراسل التابعة لـ"جوال".
وقال الجابر: أية شركة تقيم ابراجاً بحاجة الى شبكة تراسل للربط بينها، وقد قدمنا لشركة الوطنية عرضاً مغرياً جداً لاستخدام شبكة التراسل التابعة لـ "جوال"، تضمن سعراً اقل من أي سعر قد يفكرون به بما في ذلك بناء شبكة تراسل خاصة بهم.
وفي هذا السياق، قال صبيح المصري: نتطلع الى اليوم الذي يبدأ فيه المشغل الثاني عمله، ولدينا قرار داخلي في البحث عن تكنولوجيا تسهل عمل شركة الوطنية، ولو على حسابنا الخاص.

صندوق منح لطلبة الماجستير
وكشف الجابر عن مشروع ستطلقه الاتصالات قريباً، وهو صندوق منح لطلبة الماجستير، وذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية للمجموعة.
وقال "سنوقع الاسبوع القادم في الامارات اتفاقية صندوق منح الماجستير" دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وكانت المجموعة اطلقت قبل أشهر صندوقاً آخر لاقراض الطلبة المحتاجين في الجامعات المحلية، وذلك بالتعاون مع بنك فلسطين ومؤسسة التمويل الدولية "آي اف سي" التابعة للبنك الدولي.
ولفت الجابر الى مبادرة المجموعة بمأسسة عملها الاجتماعي، بانشاء "جمعية الاتصالات للمسؤولية الاجتماعية"، مشيراً الى توجه المجموعة لرفع رأسمال الجمعية الى 50 مليون دولار، معتبراً ما قامت به "الاتصالات" و"باديكو" في اطار المسؤولية الاجتماعية "نموذجاً في العالم العربي في هذا المجال".