أرسل الى صديق عبر البريد الألكتروني

عودة أسعار الأسهم إلى مستويات العام 2004 تخلق فرصاً واسعة لإعادة الشراء

2008-11-30
"ما يحدث (في البورصة الفلسطينية) غير مفهوم على الإطلاق، فالنظام الـمصرفي سليم، والإقراض متوفر، ولا نعاني أزمة سيولة، ولا تراجع في النشاط الاقتصادي، والإنفاق العام في ازدياد، والقطاع العقاري في توسع كبير، وبرامج ضمانات القروض تضاعفت عشرات الـمرات، ولا تعاني أية شركة من أزمة، فما الداعي لهذا التراجع الكبير؟".بهذا عبّر د. أمين حداد مدير عام المؤسسة المصرفية الفلسطينية، محافظ سلطة النقد السابق، عن استغرابه لاستمرار مسلسل النزيف في الاسهم الفلسطينية، متجاهلة كل التطمينات التي صدرت عن مسؤولين واقتصاديين واكاديميين، والامر الاكثر غرابة تجاهل الاداء الجيد الذي اظهرته افصاحات الشركات، والتي يتجه بعضها نحو تحقيق ارباح غير مسبوقة هذا العام.ورغم هذه الاداء للشركات وكل التطمينات، فمع اغلاق تعاملات الاسبوع الماضي عادت اسعار بعض الاسهم الى مستوياتها في العام 2004، ماحية المكاسب الضخمة التي حققتها في العام 2005 والنصف الاول من العام الحالي.وفي الاسبوع الماضي وحده، فقدت الاسهم الفلسطينية حوالي 188 مليون دولار من قيمتها السوقية، اثر انخفاض مؤشر "القدس" بنسبة 69ر10%، ليغلق تعاملات الاسبوع على 90ر416 نقطة وهو ادنى مستوى له منذ 26 آب من العام 2007.
وبشكل عام، فقد تراجعت القيمة السوقية لمعظم الاسهم الفلسطينية الى اقل من 60% من قيمتها الدفترية، ما يظهر بوضوح ان لا مبرر على الاطلاق لما يحدث في البورصة الفلسطينية، سوى الهلع مما يحدث في اسواق المال العالمية.لكن مراقبون يرون ان التراجع الكبير في اسعار الاسهم، معظمها الى ما دون القيمة الدفترية، يخلق فرصا واسعة لاعادة بناء المراكز المالية.وعلق احدهم، رافضاً ذكر اسمه "القيمة السوقية لاسهم معظم الشركات تدنت عن القيمة الدفترية لها. هذا يعني انه لو تمت تصفية شركة من هذه الشركات لكانت حصة السهم من هذه التصفية اكثر من القيمة الحالية للسهم في السوق. اعتقد ان الاسعار في هذا الوقت مغرية جدا للشراء بالنظر الى اداء الشركات".
وجاء تراجع المؤشر الرئيسي في البورصة الفلسطينية بهذا القدر اثر التراجع الكبير في مؤشرات اربعة قطاعات، خصوصا قطاعي الخدمات والاستثمار، في حين كان مؤشر قطاع التأمين الرابح الوحيد.على صعيد النشاط، فقد شهد معدل عدد الاسهم المتداولة ارتفاعا بنسبة 58ر5% الى حوالي 815 الف سهم يوميا الاسبوع الماضي من حوالي 772 ألف سهم يوميا في الأسبوع السابق، في حين تراجع معدل قيمة التعاملات بنسبة 5ر16% الى حوالي 64ر1 مليون دولار يوميا من حوالي 97ر1 مليون دولار يوميا في الاسبوع السابق.وبالاجمال، شهدت السوق الاسبوع الماضي 2762 صفقة شملت حوالي 4 ملايين سهم في تعاملات بلغت قيمتها حوالي 2ر8 مليون دولار، مقابل 2097 صفقة في الاسبوع السابق شملت حوالي 8ر3 مليون سهم في تعاملات بلغت قيمتها حوالي 9ر9 مليون دولار.